بقلم: محمد العلي
تعرض المجلس الوطني السوري -الذي
يمثل واجهة الثورة بالخارج- إلى هزة جديدة أمس مع قبول استقالة رئيسه برهان غليون
تمهيدا لاختيار خلف له خلال اجتماع لأمانته العامة يعقد في إسطنبول يومي 11 و12
يونيو/ حزيران المقبل.
جاء ذلك بعد نحو شهرين من انسحاب ناشطين
مستقلين من صفوف المجلس أبرزهم هيثم المالح وكمال اللبواني وكاثرين التلي بسبب ما
اعتبروه نقصا في الشفافية وضعفا في التنظيم.
ويتشكل المجلس- الذي تأسس مطلع
أكتوبر/ تشرين الأول الماضي- من "الإخوان المسلمين" و"إعلان دمشق
للتغيير الديمقراطي" إضافة إلى مستقلين، فضلاً عن أحزاب كردية أعلنت تجميد
مشاركتها بأنشطة المعارضة لأسباب تتعلق بضرورة إيلاء القضية الكردية اهتماماً أكبر,
لكنها عادت للمجلس بعد شهر.
"
هارلنغ: رغم أن مفهوم المجلس قام على
أساس تمثيل المجتمع السوري ككل, فإنه لعب دورا استقطابيا من خلال عدم ضبط المشاكل
ذات الطابع الشخصي, وتكوين تحالف من المعارضة يزيد على الحاجة
"
وعلى خلاف ما تحقق للمجلس الانتقالي
الليبي من تجميع لأطياف معارضي الزعيم الراحل معمر القذافي وتعزيز ذلك بالاعتراف
الدولي, لم يتمكن المجلس الوطني السوري من تحقيق هذين الأمرين وسط شراسة لافتة
للنظام في قمع معارضيه ومحافظته على ولاء الكتلة الأكبر من ضباط وعناصر الجيش
والقوى الأمنية.
ويرى الباحث في المجموعة الدولية
للأزمات بيتر هارلنغ أنه "رغم أن مفهوم المجلس قام على أساس تمثيل المجتمع
السوري ككل, إلا أنه لعب دورا استقطابيا من خلال عدم ضبط المشاكل ذات الطابع
الشخصي, وتكوين تحالف من الشخصيات المعارضة يزيد على الحاجة".
وتقول وكالة أسوشيتد برس إن بعض
الناشطين داخل سوريا ردوا على عدم فعالية المجلس برفع لافتات كتب عليها "المجلس
الوطني لا يمثلنا" في حين رفع محتجون في مدينة بنش التابعة لمحافظة إدلب خلال
الأسبوع الجاري لافتات تسخر من غليون قائلة إن التحضيرات بدأت "لتتويجه
إمبراطورا لأنه يندر العثور على مثيل له بين 23 مليون سوري".
انعدام توافق
وتضيف الوكالة نقلا عن بيان للجان
التنسيق" لم نر طوال الشهور الأخيرة سوى انعدام في الكفاءة السياسية للمجلس
الوطني وانعدام في التوافق بين رؤاه ورؤى الثوار".
هل سيحقق استبدال شخصية أخرى بغليون
حلا لأزمة المجلس الوطني والمعارضة بحيث يجعلها أكثر فعالية بمواجهة النظام؟ يقول
المعارض المنسحب من المجلس كمال اللبواني إن "المجلس الوطني سيموت موتا بطيئا
لأنه كأي مخلوق مشوه قام على وهم تمثيل الشعب السوري لكنه لا يستطيع التوالد
والاستمرار، المشكلة التي وقع فيها المجلس هي افتقاره للآليات والمعايير التي
تجعله ممثلا حقيقيا للشعب السوري". وأضاف أن توسيع المجلس بعد استقالة غليون
لا يفيد "لأن تكبير الخطأ لا يجعله صوابا" وأن المجلس فشل في إدارة أبسط
الأمور.
آلية المواجهة
من جهته قال الأمين العام المساعد
للاتحاد الاشتراكي الديمقراطي محمد عبد المجيد منجونة خلال اتصال هاتفي "الثورة
في سوريا لا يتوقف مسارها ومصيرها على وجود برهان غليون أو عدم وجوده, الأمر يعتمد
على تحقيق تحول في آلية مواجهة النظام, لتحقيق تراكم وصولا لإحداث التغيير الجذري
للهيكلية القائمة بكل مستوياتها, مما سيحقق آنذاك مجيء نظام جديد من أجل بناء
الدولة المدنية الديمقراطية التعددية".
ورأى منجونة الوزير السابق أن "أهداف
الثورة لا تتأثر بوجود غليون أو غيره, المسألة تتعلق بما نستطيع أن نقرأ به حركة الواقع
الثوري وأن نعمل من أجل الوصول إلى الهدف المحدد وهو إسقاط النظام وليس إسقاط
الدولة".(الجزيرة نت)
0 التعليقات :
إرسال تعليق