أي مستقبل لـ"الديمقراطية الليبية" وسط قطعان المسلحين؟




طرابلس - اندلعت اشتباكات بين ميليشيات ليبية متنافسة في مطار طرابلس الدولي اليوم الاثنين بعد ان اقتحم مسلحون غاضبون المدرج بشاحنات صغيرة مزودة بأسلحة وطوقوا الطائرات مما ارغم سلطات المطار على الغاء الرحلات الجوية.

وفي تحد جديد لسلطة الحكومة المؤقتة الضعيفة قال مسؤولون إن اعضاء من ميليشيا كتيبة الأوفياء احتلوا المطار للمطالبة بالافراج عن زعيمهم الذين قالوا انه محتجز لدى قوات امن طرابلس.

وقالت كتائب من مقاتلين سابقين انهم استعادوا الهدوء في المطار بحلول مساء الاثنين. وأضافت الجماعات التي انضمت إلى وزارة الداخلية منذ حرب العام الماضي لكنها لا تزال موالية لقادتها انهم تصرفوا من تلقاء انفسهم.

وقال قائد احدى الكتائب ان عشرة اشخاص اصيبوا في الاشتباكات لكنه لم يذكر اي تفاصيل.

وقبل اسابيع من انتخابات مقررة يجد حكام ليبيا الجدد صعوبة بالغة في بسط سيطرتهم على مقاتلين سابقين ما زالوا يرفضون القاء اسلحتهم بعد حرب العام الماضي التي أطاحت بمعمر القذافي.

وألغيت عدة رحلات دولية واضطر الركاب في بعض الحالات إلى النزول من الطائرات بعد صعودهم بالفعل على متنها وغادروا المطار. وقال عمال بالمطار انه جرى تحويل مسار بعض الرحلات إلى مطار معيتيقة العسكري بالمدينة.

ووصف مسافر إيطالي كان من المقرر ان يغادر طرابلس ووصل في وقت لاحق إلى فندق بالمدينة الوضع بانه فوضوي.

وقال "كان هناك نحو 200 منهم دخلوا المطار ..كانوا مسلحين. كنا ننتظر الصعود على متن رحلتنا وسمعنا ضوضاء واشخاص يصيحون".

وقال مصدر صحفي ان قتالا اندلع في وقت لاحق عندما وصلت ميليشيات من طرابلس وبلدة الزنتان الجبلية إلى المطار لمحاولة ارغام كتيبة الاوفياء على الرحيل.

وأضاف المراسل انه سمع صوت إطلاق نار في المطار وشاهد رجالا يدخلونه مسلحين بقذائف صاروخية. وهدأ القتال في وقت لاحق وشوهدت عربات تحمل شعار وزارة الداخلية وهي تدخل المطار.

وقال هشام بوحجر الذي يقود كتيبة في طرابلس تخضع لوزارة الداخلية ان ما بين 50 و60 عربة تحمل رجالا من كتيبة الاوفياء وصلوا في وقت سابق إلى المطار. وأضاف انه جرى احتجازهم لفترة قصيرة واطلق سراحهم في وقت لاحق بعد ان سلموا أسلحتهم.

وقال انهم تفاوضوا معهم ووعدوهم بالعثور على زعيمهم خلال ثلاثة ايام وانهم اقتنعوا بذلك. وأضاف انه تمت مصادرة اسلحتهم واعداد قائمة باسمائهم.

وقال بوحجر ان الكتائب المتعددة لم تتلق أوامر من الحكومة.

وتابع انه "لم يكن هناك اي امر مباشر من الحكومة للتدخل اليوم بل كان هناك مجرد شعور يمليه الضمير بأن طرابلس تواجه مشكلات".

وقال عضو بكتيبة الأوفياء إنهم يعتقدون ان زعيمهم العقيد ابو عجيلة الحبشي محتجز في المطار بعدما اعتقلته اللجنة الأمنية في طرابلس الليلة الماضية لأسباب لا يعلمها.

وقال انس عمارة وهو من الميليشيا التي تنتمي إلى بلدة ترهونة على بعد 80 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس "أتينا إلى هذا المطار للاحتجاج على خطفه. لدينا دبابة واحدة خارج المطار وعرباتنا تحيط بالطائرات حتى لا تقلع".

وقال محمد الحريزي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الحاكم إن مسلحين مجهولين خطفوا الحبشي خلال توجهه من ترهونة إلى طرابلس الليلة الماضية.

وحادث الاثنين هو الأحدث في سلسلة الحوادث العنيفة التي تشهدها ليبيا في الوقت الذي تستعد فيه لاجراء اول انتخابات حرة لاختيار مجلس وطني (برلمان) منذ حرب العام الماضي.

ونظم مقاتلون سابقون ساخطون احتجاجات متكررة اتسمت احيانا بالعنف. وفي الشهر الماضي قتل شخص واصيب عدة اخرون عندما اطلق رجال ميليشيا النار اثناء تظاهرهم امام مكتب رئيس الوزراء.

وفي نوفمبر تشرين الثاني حاصر نحو 100 ليبي طائرة ركاب الخطوط التونسية في مطار معيتيقة بطرابلس مما تسبب في تأخيرها عن الاقلاع في احتجاج مناهض للحكومة.

وسيطرت الحكومة الليبية على مطار طرابلس الدولي في ابريل نيسان من ميليشيا الزنتان التي كانت تتولى ادارته منذ الاطاحة بالقذافي. واستأنفت عدة شركات طيران دولية رحلاتها الجوية رغم بواعث القلق الامنية التي لا تزال قائمة منذ نهاية الصراع العام الماضي.(رويترز)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق