جنيف - يجمع وسيط الأمم المتحدة والجامعة العربية
كوفي أنان السبت في جنيف "مجموعة العمل حول سوريا" لمناقشة خطة لانتقال
سياسي في هذا البلد، لكن اعتراضات روسيا قد تلقي ظلالاً من الشك حول انعقاد
الاجتماع حتى اللحظة الأخيرة.
وعشية
الاجتماع قال ديبلوماسيون إن مسؤولين كباراً من الدول الخمس الدائمة العضوية في
مجلس الأمن الدولي ودول في الشرق الأوسط فشلوا أمس في التغلب على خلافات بشأن خطة
الانتقال السياسي لأنان مع إصرار روسيا على إدخال تعديلات على الخطة.
وقال
ديبلوماسي عربي بعد انتهاء المحادثات التي عقدت خلف أبواب مغلقة في جنيف "انتهينا
من الاجتماع. الأمر متروك للوزراء لاتخاذ قرار السبت.
وقال
ديبلوماسيون غربيون إن الوفد الروسي ألح أثناء الاجتماع على تعديلاته المقترحة على
خطة أنان. وأكد ديبلوماسيون روس أنهم يواصلون العمل لكنهم أشاروا الى أن موسكو لا
يمكنها أن توافق على حل سياسي يُفرض على سوريا.
وهدد وزراء
خارجية عدة بينهم وزراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بعدم التوجه الى جنيف
إن لم تتوفر أجواء تساعد على التوصل الى تبني هذه الخطة.
وقال
ديبلوماسي في الأمم المتحدة بنيويورك طالباً عدم كشف هويته، الخميس، "ثمة
مخاطر جدية تهدد اجتماع جنيف". وأضاف "من المهم جداً أن يفضي اجتماع
جنيف الى نتيجة. كنا نعتقد (...) أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن اتفقوا
مبدئياً على الخطة (الانتقالية) إلا أن تصريحات الروس منذ 24 ساعة أثارت على ما
يبدو شكوكاً حيال ذلك".
فقد اعترضت
روسيا حليفة دمشق على خطة الانتقال السياسي التي اقترحها أنان وتنص على تشكيل
حكومة وحدة وطنية انتقالية قد يستبعد منها بعض المسؤولين في الحكومة السورية
الحالية.
غير ان
فريق كوفي أنان الذي يواجه ضغوطا كبيرة يتحفظ بشكل بالغ لعدم الاساءة الى
الاتصالات الجارية.
والهدف هو
التوصل الى اعتماد خطة الست نقاط التي تبناها مجلس الامن الدولي في نيسان الماضي
وبقيت حبرا على ورق، وخصوصا وقفا فعليا لاعمال العنف على ما اكد مصدر دبلوماسي في
جنيف. كما يتوجب في الوقت نفسه بحسب هذا المصدر، التوصل الى اتفاق حول المراحل
الكبرى لانتقال سياسي يفترض ان يقوم به السوريون.
لكن
الخلافات تبدو كبيرة لان هناك مسائل مهمة لم تتم تسويتها، كما اقر هذا الدبلوماسي
الذي ذكر بانه لا يوجد حتى اليوم "اي شيء اخر على الطاولة" سوى هذه
الخطة لوضع حد لخمسة عشر شهرا من اعمال العنف التي اسفرت عن سقوط اكثر من 15 الف
قتيل.
وتنص
الوثيقة التي اقترحها كوفي أنان قبل اجتماع جنيف على ان الحكومة الانتقالية قد تضم
اعضاء في الحكومة الحالية ومن المعارضة لكنها ستستبعد الذين يمكن ان تزعزع
مشاركتهم "مصداقية المرحلة الانتقالية وتهدد الاستقرار والمصالحة".
وكان بعض
الديبلوماسيين اشاروا في البداية الى ان هذه النقطة يمكن ان تنطوي على تنحي الرئيس
بشار الاسد عن الحكم وان روسيا لن تعارض ذلك. لكن سيرغي لافروف اكد الخميس ان
موسكو لن توافق على اي "حل يفرض من الخارج" وانه "لا يوجد اي مشروع
تمت الموافقة عليه" لمؤتمر جنيف.
وقال
ديبلوماسي غربي "بالنسبة لنا فإن وثيقة أنان يجب ان تكون نقطة وصول لمحادثات
جنيف ويجب ان لا تخضع لتغيير جوهري في حين يعتبرها الروس كنقطة انطلاق".
ورأى مصدر
في جنيف ان وقف اعمال العنف من شأنه ان يخلق دينامية، على الارض وفي العملية
السياسية في آن، معتبرا ان وزن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وكذلك
الجامعة العربية، شرط ان يكونا متفقين، سيكون حاسما لتغيير مواقف الاطراف المعنيين
غير المدعوين "في هذه المرحلة" الى جنيف.
وفي الوقت
الحاضر يواصل الرئيس السوري بشار الاسد اتهام الغربيين بدعم المعارضة المسلحة
عسكريا بشكل "خفي" في سوريا، وذلك في مقابلة بثها التلفزيون الايراني الخميس،
مجددا التأكيد في الوقت نفسه على دعمه لخطة انان.
واعلن
المجلس الوطني السوري المعارض الخميس رفضه المشاركة في اي حكومة قبل رحيل الرئيس
الاسد. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني جورج صبرا لوكالة فرانس برس ان موقف
المعارضة "الثابت والمعلن" يتمثل في عدم المشاركة في اي حكومة في ظل
بقاء بشار الاسد في السلطة.
وامس غادر
رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود دمشق متوجها الى جنيف
للمشاركة في اجتماع "مجموعة العمل حول سوريا" المقرر عقده غداً السبت .
وقال مود
في تصريح للصحافيين " أنا ذاهب إلى جنيف للمشاركة مع اللاعبين الفاعلين
المجتمعين هناك والذين سيبذلون ما بوسعهم من أجل إيجاد طريق سلمي للخروج من الأزمة
في سوريا".
وأضاف "أحمل
معي الصوت من دمشق الصوت من الأرض ووجهة نظر بعثتي، للمشاركة في إيجاد حل وللتحرك
نحو الأمام في ما يخدم تطلعات ومصالح الشعب السوري".
في موسكو،
اعلنت وزارة الخارجية الروسية انها تعتبر اجتماع جنيف "خطوة ايجابية" على
طريق التوصل الى "توافق دولي"، بعد التشكيك بإمكان انعقاد الاجتماع بسبب
معارضة روسيا لمقترح انان.
وقالت
وزارة الخارجية الروسية في بيان "ننظر الى اجتماع جنيف بوصفه خطوة ايجابية في
السعي الى اسس للتوصل الى توافق دولي ممكن بهدف تسوية الوضع في سوريا"، وذلك
قبل اللقاء بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون مساء
الجمعة في سان بطرسبرغ.
لكن روسيا
تعتبر ان قرار منظمي هذا المؤتمر عدم دعوة "بلدان مهمة مثل ايران والسعودية،
وجيران مباشرين لسوريا، كلبنان والاردن ومنظمة التعاون الاسلامي" ليس "القرار
الامثل".
وقال
ديبلوماسي في الامم المتحدة ان روسيا وافقت في مرحلة اولى على هذه الخطة لكنها
تعطي الانطباع بالتراجع عن موقفها، مما قد يعرقل عقد المؤتمر.
وهدد عدد
من وزراء الخارجية منهم وزراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بعدم التوجه الى
جنيف اذا ما تبين ان الاجتماع لن يفضي الى تبني هذه الخطة، كما ذكرت مصادر
ديبلوماسية في الامم المتحدة.
روسيا قالت
إنها تأسف لعدم توجيه الدعوة لايران والسعودية والاردن ولبنان لحضور اجتماع للدول
الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وقوى اقليمية بشأن سوريا.
واكدت
وزارة الخارجية في بيان "الاقتراح الروسي بهذا الشأن (حضور دول أخرى) قوبل
باعتراضات لم يمكن تخطيها من الجانب الأميركي خاصة بشأن الجزء المتعلق بايران".
ووصف
البيان عقد الاجتماع بأنه خطوة إيجابية وعبر عن أمله في الاتفاق على آليات لوقف
إطلاق النار وسحب قوات الحكومة والمعارضة من المدن وهو الأمر الذي يمكن أن يخلق "مناخا
مؤاتيا" لانتقال سياسي.(وكالات)
0 التعليقات :
إرسال تعليق