هل يتمكن العالم من صناعة بديل لغوغل؟




واشنطن - رغم أن غوغل أصبح محرك البحث الأقوى بين المنافسين مثل ياهو وبينغ وتلاشى بقية منافسيه أو خبا نجمهم، فإن عام 2012 شهد إطلاق عدد من محركات البحث الجديدة، ومنها من خيب التوقعات ومنها من تمكن من الصمود.

إن عيوب محرك غوغل تمثل فرصة كبيرة للمنافسة وأبرز هذه العيوب هو تحكمه في عرض نتائج البحث واحتفاظه بمعلومات كثيرة عن المستخدمين الذين تُهدد خصوصيتهم عند استخدام محرك البحث.

فمثلا، عملية البحث التي تجريها ستظهر نتائج مختلفة مع تلك التي يجريها غيرك، وستجدها مختلفة تماما وتستند إلى خوارزمية تعتمد على فلاتر معينة قام غوغل بتفصيلها حسب تتبعه لعمليات البحث السابقة التي أجريتها.

فغوغل يختار لك نتائج البحث استنادا لتاريخ عمليات البحث التي أجريتها والوصلات التي وقع اختيارك عليها، ويقدم لك معلومات وفقا لسجل اهتماماتك السابقة على الإنترنت مع إهمال كامل لما قد تحتاج لسماعه إن سبق لك إهماله سواء كان موضوعات صحية أو توجهات سياسية أو دينية، أي أنه يضعك في فقاعة خاصة بك، وبالتالي فإن وجود منافسة حيوية في سوق محركات البحث أمر مفيد جدا.

فولونيا

في فبراير/شباط الماضي وبعد عمليات تطوير دامت أربع سنوات، أطلق محرك البحث "فولونيا" ضمن موقع تواصل اجتماعي حاول من خلاله منافسة غوغل وياهو، حيث أتاح للمستخدم التفاعل مع من يزور نفس المواقع التي تزورها أو يبحث عن ذات الموضوع معك أو مشاركة أصحابك الواردين في البريد الإلكتروني لديك في أنشطتك على الإنترنت.

لكن الموقع أعلن في مايو/أيار أنه سيبدأ الاعتماد على محرك "بينغ" من مايكروسوفت، وفي أول يونيو/حزيران أعلن المهندس وعالم الحاسوب الإيطالي ماسيمو مارتشيوري، وهو أحد مؤسسي محرك البحث وأحد الذين شاركوا في تطوير غوغل نفسه، أنه جرى فصله من شركة فولونيا ليثير شكوكا في مستقبل هذا المحرك.

لكن نهاية فلونيا وإن اقتربت لا تعني توقف إطلاق محركات بحث جديدة تنافس غوغل، فمنذ شهور قليلة بدأت محركات بحث جديدة في جذب متصفحي الإنترنت وكسبت شعبية معقولة، حيث يقدم بعضها مزايا جاذبة كحماية الخصوصية والعمل بشفافية مثل كشف عدد الزوار اليومي لمحرك البحث، وأبرزها محركَا البحث "بليكو"، و"دك دك غو".


محركات أخرى

وتزامنت زيادة شعبية محركات البحث تلك، التي تقدم خدمات البحث المبسط، مع إجراء غوغل في فبراير/شباط الماضي تعديلات كبيرة على خدمة البحث لديه حيث أصبح يضمن نتائج البحث بنشاط المستخدم على الإنترنت مثل ما يتبادله على موقع التواصل غوغل والبريد الإلكتروني.

ورغم أن بضعة ملايين من مستخدمي هذين الموقعين لا يمثلون تهديدا كبيرا لغوغل فإن ذلك يثبت لممولي هذه الخدمات أنها مجدية، وأن التصميم البسيط والالتزام بالمحافظة على خصوصية المستخدمين هي جوانب هامة يزعم كثيرون أن شركة غوغل تخلت عنها في جهودها على الشبكات الاجتماعية.

فقد شهد محرك "بليكو" -الذي لا يدعم العربية بتاتا- صعودا كبيرا في عدد زواره منذ مطلع العام حيث وصل اليوم إلى نحو 2.5 مليون زائر شهريا، في حين يقل عدد زوار محرك "وولفرام ألفا"، الذي يلقب بمحرك بحث المعرفة، عن نصف مليون شهريا، ويصل عدد زوار "دك دك غو" -الذي يدعم العربية بصورة جيدة- نحو ربع مليون زائر شهريا.

ولا تساوي هذه الأرقام شيئا أمام 161 مليون لغوغل شهريا، وحوالي 122 مليون لبينغ، ولكن كلما نشر في الإعلام عن تعديلات في عمليات البحث لدى غوغل ارتفع زوار محركات البحث الأخرى، حيث تلتزم هذه المحركات بعدم تعديل نتائج البحث بل تقدم نتائج موحدة لا تخضع للتخصيص لكل شخص.

وإذا تمكنت شركات محركات البحث الصغيرة تلك -التي لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أي أرباح- من تخفيض نفقاتها مع تقديم نتائج ذات جودة عالية وعرض النتائج بسرعة فلا يلزمها منافسة غوغل أو بينغ لكي تحقق نشاطا تجاريا مستديما.(الجزيرة نت)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق