واشنطن تحصي "فظاعات" سوريا وموسكو تؤكد أن الغرب لا يملك حلا للأزمة




واشنطن وموسكو - اعلنت مصادر اميركية متطابقة الخميس ان الولايات المتحدة تقدم "للمعارضة السلمية" في سوريا وسائل اتصال خصوصا وسائل تستعمل لجدولة "الفظاعات" التي ترتكب في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان هذه المساعدة الى معارضي نظام الرئيس السوري بشار الاسد تندرج في اطار الجهود التي تبذلها واشنطن للمساهمة في الحرية على الانترنت في العالم.

واذا كانت المتحدثة قد رفضت اعطاء اي تفصيل عن المساعدة، فان مصدرا مقربا من الملف اوضح انها تتضمن هواتف تعمل بالاقمار الاصطناعية من خلال نظام "جي بي اس" من اجل "وضع جدول باماكن الفظاعات" التي ترتكب في سوريا.

واوضحت نولاند ان المبادرات الاميركية لدفع الحرية من خلال الانترنت في العالم تهدف الى "مساعدة السكان في الدول التي لا تتوفر فيها خدمة الانترنت او هي مقيدة فيه" وكذلك التمتع بحقوقهم في مجال حرية التعبير والاعلام.

وخصصت الولايات المتحدة 76 مليون دولار منذ العام 2008 لهذه البرامج عبر العالم و25 مليون دولار مقررة هذا العام.

واوضحت نولاند ان المساعدة الاضافية لسوريا "تشمل في القسم الاكبر منها وسائل اتصال" وهي مخصصة "لمساعدة الذين يعانون من قيود تضعها الحكومة او الذين تعرقل الحكومة الاتصال فيما بينهم".

وحسب مجلة مجلة تايم، فان وزارة الخارجية الاميركية دربت منشقين سوريين على استعمال تكنولوجيا الاتصالات من خلال جمعيات لا ترمي الربح. وردا على سؤال بهذا الخصوص، قالت نولاند ان هذه المعلومات "مضخمة جدا".

من جانب آخر، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي ان الغرب يتخذ من رفض روسيا اتخاذ إجراءات مشددة لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد ذريعة لفشله في تقديم حل للأزمة هناك.

جاءت تصريحات اليكسي بوشكوف الخميس بعد ان اتهمت واشنطن روسيا بتزويد قوات الأسد بطائرات هليكوبتر هجومية. وقال بوشكوف ان دعوات الغرب للرئيس الاسد للتنحي "غير حصيفة".

وقال بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان للصحفيين في مؤتمر صحفي في لندن "الغرب ليس لديه أي سياسة على الاطلاق بشأن سوريا. وموقف روسيا يخدمكم إذ أنكم بإلقاء اللوم على روسيا يمكنكم القول بأن أحدا يمنعكم من حل هذه الأزمة".

واضاف قوله "ما أسمعه من الغرب غير حصيف على الاطلاق. انظر ما تقوله (وزيرة الخارجية الأميركية) هيلاري كلينتون. انها تقول انه يجب على الأسد أن يرحل. ماذا؟ هل هذه سياسة. ماذا يحدث بعد ذلك". واشار الى خطر نشوب حرب اهلية مثلما حدث في العراق.

وكانت روسيا عرقلت مرارا ومعها الصين تشديد العقوبات على الأسد في الأمم المتحدة مجادلة بان مثل هذا التصرف ليس هو الحل للحملة الدامية للحكومة السورية على معارضيها.

ومع ان روسيا لا تزال موردا رئيسيا للسلاح لدمشق فإنها نفت ارسال أسلحة إلى سوريا يمكن استخدامها في الصراع وكان سفير سوريا لدى موسكو قال ان روسيا لا ترسل طائرات هليكوبتر الى دمشق.

وقال بوشكوف ان الصراع في سوريا يجب أن ينظر إليه من منظور ما جرى في العراق وليبيا. واضاف قوله ان التدخل الغربي في العراق كان "زيفا هائلا" لم يتم محاسبة أحد عنه.

وألقى شكوكا على دوافع السعودية وقطر وهما من اشد المدافعين عن الاطاحة بالأسد قائلا ان الحجة بان هاتين الدولتين غير الديمقراطيتين سوف تساعدان في إحلال الديمقراطية في سوريا "غير صحيحة".

وكانت فرنسا دعت إلى اقامة ممرات انسانية داخل سوريا لتوصيل المساعدات.

ورفض بوشكوف هذه الفكرة قائلا ان مثل هذه الممرات قد يستخدمها معارضو الأسد ملاذا للاحتماء به.

وقال ان احد الخيارات التي تدرسها روسيا هو اتفاق لنقل السلطة على غرار ما حدث في اليمن العام الماضي حينما منح الرئيس علي عبد الله صالح حصانة من المقاضاة عن مقتل المتظاهرين في إطار اتفاق لنقل السلطة.

واضاف بوشكوف قوله انه ماعدا ذلك فان الخيارات المتاحة محدودة.

وقال "لا اعتقد ان لدينا حلا واضحا. وإن سألتني هل لديك خطة معروضة فسأقول لا ليس لدينا وليس لدى أحد".(فرانس برس ورويترز)

شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق