لندن - يثير موضوع معالجة الصور أو التلاعب بها جدلا كبيرا في الأوسط الإعلامية، في وقت تتكاثر فيه البرامج والمواقع الإلكترونية التي توفر هذه الميزة.
وفيما يستمتع مستخدمو
الفوتوشوب والمواقع الاجتماعية بممارسة هوايتهم في التلاعب بالصور وقلب موضوعها
رأسا على عقب، تواجه المؤسسات الإعلامية انتقادا كبيرا يصل أحيانا للتشكيك
بالمصداقية في حال لجأ تقنيوها لتعديل بعض الصور أو حتى تصحيح الخلل بها.
واضطرت مؤسسة "وورلد
برس فوتو" التي تمنح أعرق جائزة للتصوير الصحفي في العالم مؤخرا للدفاع عن
منحها جائزة 2012 لصورة جنازة في غزة، نافية تعرض الصورة التي التقطها المصور
السويدي بول هانسون للتلاعب أو التزوير.
وتبيّن الصورة مجموعة
من المشيعين الباكين يتوجهون إلى المسجد حاملين جثتي طفلين فلسطينيين.
ونقل موقع
"ماشابل. كوم" الأميركي عن مؤسسة "وورلد برس فوتو" أن ملفات الصورة
أخضعت للفحص الجنائي والمراجعة بعد مزاعم وجهها محلّل الصور نيل كراوتز بأن الصورة
الفائزة تكونت من ثلاث صور منفصلة، مشيرة إلى أن تحليل كراوتز "معيب للغاية"،
وفق صحيفة "الاتحاد" الإماراتية.
ويؤكد
المراقبون صعوبة التمييز بين الصور
الحقيقية والمزيفة بسبب الإمكانيات الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا اليوم، ولجوء
وسائل الإعلام للاستعانة بالأخبار والصور من المواقع الشخصية والاجتماعية التي
باتت مصدرا هاما للأخبار لا يمكن الاستغناء عنه في عالمنا المتسارع ومتعدد
الأحداث.
هذا الواقع
الجديد اضطرر بعض وسائل الإعلام العريقة للاعتذار المتكرر من الجمهور نتيجة أخطاء
بعض الصحفيين والمصوررين أو لجوئهم لتعديل بعض الصور أو تزييفها لخدمة الموضوع كما
حدث مع وكالة "رويترز" خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006.
وقررت الوكالة
أن تسحب من أرشيفها 920 صورة التقطها المصور عدنان الحاج خلال الحرب التي استمرت
34 يوما بعد ان اتضح تباين في صورتين التقطهما الحاج لمكان استهدفته غارة جوية اسرائيلية
في بيروت.
واستخدم الحاج في
الصورة الثانية برنامج فوتوشوب لإظهار مزيد من الدخان المتصاعد فوق مبان في العاصمة
اللبنانية بيروت.
وفي حادثة أخرى،
اضطرت وكالة الصحافة الفرنسية للاستعانة ببرنامج "تانجستين" لكشف الصور المركبة
بعد وقوعها ضحية لصورة مفبركة نشرتها محطات التلفزيون الباكستانية تظهر وجه أسامة بن
لادن ملطخا بالدماء، وتناقلتها مختلف القنوات والمواقع الإلكترونية في العالم قبل أن
تُسحب من التداول.
ويثير موضوع تغطية
وسائل الإعلام العربية لأحداث "الربيع العربي" جدلا كبيرا في الأوساط
الصحفية، حيث تدافع بعض الوسائل عن بث صور القتلى والجرحى كما هي تحت شعار
"المصداقية"، فيما تلجأ الوسائل الأخرى لتمويهها "حفاظا على مشاعر
المتلقي"، مع ذكر سبب التعديل أو التمويه.
ويقول أحد
الإعلاميين "ما يثير الاستغراب حقيقة هو تحول بعض القنوات الإخبارية إلى 'فضائيات بورنو حربي'، ما يحتاجه المشاهد العربي اليوم هو معرفة ما حدث
بعيدا عن مشاهد القتل المروعة التي تتلقفها الفضائيات من الواقع لتحاصرنا بها على
الشاشات".
ويتساءل عن
الغاية من إعادة بث بعض مشاهد الفيديو المروعة كفيديو "آكل القلوب"،
مشيرا إلى أن الأمر لا يعدو كونه تنفيذا لأجندة معينة لبعض القنوات.
وتواجه بعض
القنوات العربية كالجزيرة انتقادات متكررة نتيجة بثها لأشرطة فيديو تتضمن أشلاء
للموتى، حيث يتهمها البعض بمحاولة التلاعب بالمشاعر عبر بث مشاهد مروعة، فيما تذكر
القناة بشعارها "الرأي والرأي الآخر"!(ألوان نيوز)
0 التعليقات :
إرسال تعليق