الجزائر - قال باحث جزائري إن الإعلان عن ترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لفترة رئاسية جديدة يشكل استخفافا بكل الأعراف السياسية والأخلاقية و"مسرحية انتخابية هزلية سينصّب بوتفليقة على إثرها كرئيس رغم أنف الجزائريين كما حدث في 2004".
وأضاف الباحث حميد زناز لصحيفة "القدس العربي":
"هل يمكن لعاقل أن يتصور أن بوتفليقة قد يقبل بما تفرزه صناديق الاقتراع والاعتراف
بهزيمة انتخابية مفترضة؟ فإن كان هو الذي قرر الترشح فعلا فهو إذن متأكد من الفوز وكل ما يقال هو مجرد ذر الرماد على العيون".
وكانت وكالة الانباء الجزائرية ذكرت الاثنين ان الرئيس
الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اودع بنفسه اوراق ترشحه في المجلس الدستوري لولاية رئاسية
رابعة، رغم عدم شفائه التام من جلطة دماغية اصيب بها قبل عشرة اشهر.
وقدم بوتفليقة أوراق ترشحه لرئيس المجلس الدستوري
مراد مدلسي وهو جالس على كرسي، حيث خاطبه بقوله "جئت لاسلم عليك اولا وفي نفس
الوقت اقدم ملف ترشحي وفقا للدستور ولقانون الانتخابات".
ووصف زناز الجزائر بـ"البلد المريض الذي يراد
له أن يحكم من قبل رجل مريض"، لكنه اعتبر أن ترشح بوتفليقة للرئاسة "مغامرة حقيقية"، مشيرا إلى أن "الشعب الجزائري
يمهل ولا يهمل ولا يمكن أن يحكم أبدا بالوكالة".
وكانت الشرطة الجزائرية فرقت مؤخرا تظاهرة في العاصمة
ندد فيها المحتجون بترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رابعة في الانتخابات الرئاسية
التي ستنظم في 17 نيسان/ابريل، وأشارت مصادر إعلامية إلى اندلاع احتجاجات مماثلة في
العاصمة الفرنسية.
وقال زناز "تأكد لمعظم الجزائريين اليوم أن
هناك مجموعات مصالح غير مستعدة للتنازل عن امتيازاتها بل هي مستعدة لارتكاب حماقات
لا تخطر على بال أحد، من أجل الدفاع عن تلك الامتيازات".
وأضاف "نحن أمام فئة تريد أن تبقى في السلطة
لتستفيد من الريع، وأخرى مغالبة تريد أخذ مكانها لتستفيد، وتبقى الفئة الثالثة التي
تريد بناء ديمقراطية حقيقية وتدخل البلاد إلى الحداثة مهمَّشة تماما".
وكان رئيس الحكومة الاسبق مولود حمروش دعا قبل أيام
الى اسقاط النظام الجزائري بـ"اسلوب هادئ" لكن بمساهمة الجيش، مشيرا إلى
أنه تآكل و لم يعد قادرا على تسيير البلاد و"عوامل الانسداد (فيه) مازالت قائمة
سواء تم تجديد ولاية الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ام لا".
وانتقد
زناز وجود بعض المرشحين المنافسين لبوتفليقة كعلي بن فليس وأحمد بن بيتور، وقال إنهم
سيتنافسون مع "شبح أو رهينة"، مشيرا إلى أنه ما من أحد "يستطيع التنبؤ
بما سيحدث من الآن إلى موعد الانتخابات؛ إذ ليس هناك حياة سياسية حقيقية في هذا البلد".
وكان رئيس الحكومة الجزائري الأسبق علي بن فليس سلم
ملف ترشحه إلى المجلس الدستوري، في آخر أيام المهلة الممنوحة للراغبين في الترشح للانتخابات
الرئاسية، وحذر من محاولات السطو على أصوات المواطنين، مؤكدا على أن الشعب الجزائري
لن يقبل أن تصادر إرادته، وأن تسرق أصواته خلال الانتخابات القادمة.
فيما أعلن رئيس الحكومة الاسبق احمد بن بيتور انسحابه
من الترشح للانتخابات، حيث اعتبر ان "قوى التزوير ستنتصر" مرة اخرى، وأضاف
"الحقيقة التي يجب ان يعلمها الجميع أن صناديق الانتخابات لن تكون إلا مغالطة
وقرصنة، ومرة اخرى ستنتصر قوى التزوير".
ويشير زناز إلى صراع بين أجنحة في السلطة في الجزائر،
لكنه يؤكد أنه صراع "من أجل النفوذ والغنائم لا أكثر، وواهم من يعتبر أن في النظام جناح يريد دولة المواطنة والتداول السلمي على السلطة
وغيره".
ويضيف
"حزبا الاغلبية والموالاة: التجمع الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني (و بعض الحزيبات
الاخرى المفبركة أصلا من طرف النظام) هي عبارة عن وسيلة بيد النظام يحكم ويفعل بالبلاد
ما يشاء عن طريقهما، لا الحزب الأول ولا الثاني بمقدورهما أن يقدما مرشحا للانتخابات،
لو فعل أحدهما ذلك لانفجر في الحال".
وكان وزير الصناعة الجزائري عمارة بن يونس اتهم قبل
أيام المعارضة بمحاولة الانقلاب على الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، عبر تنفيذ خطة
"أخطر ما فيها السعي لإقحام الجيش من أجل الإطاحة به".
وخاطب بن يونس، الذي يرأس حزب "الحركة الشعبية
الجزائرية" المؤيدة لبوتفليقة، المعارضة بقوله "تقولون إن بوتفليقة تقدّم
في السن وهو مريض، وستبقون هكذا حتى ولو قدّم لكم الجنة، ونقول لكم إن كان عاجزاً فكيف
تأتي الدول إليه لتطلب المشورة منه؟"، مشيرا إلى أن "الرئيس سيحكم البلاد
برأسه وليس برجليه".
ويؤكد زناز أن الجزائر على فوهة بركان و"الخوف كل الخوف ألا يقبل الناس التزوير هذه
المرة كما قبلوه سنة 2004 ويدخل البلد في مرحلة خطيرة".
ويضيف "الاحتجاجات بدأت وستستمر ضد الاوضاع المهترئة في البلد، والناس متذمرون ولكن
لا يمكن ان يحدث العنف أو العصيان المدني أو التمرد الجماهيري، لأن الجزائريين عاشوا
عشرية حمراء ولا أحد منهم مستعد للعودة إلى ذلك الوضع".(ألوان نيوز)
0 التعليقات :
إرسال تعليق