هل يستبدل المصريون مبارك بـ"فرعون إسلامي"؟




القاهرة - ادلى المصريون الخميس لليوم الثاني والاخير باصواتهم لاختيار خليفة الرئيس المخلوع حسني مبارك في اول انتخابات تعددية في تاريخهم تشهد تنافسا محموما بين مرشحين اسلاميين ومسؤولين سابقين في النظام السابق سيتطلب حسم السباق بينهم جولة انتخابية ثانية.

واغلقت مراكز الاقتراع في التاسعة مساء الخميس (19,00 ت غ) وبدأت على الفور عمليات الفرز التي تتم يدويا. واعلنت اللجنة العليا للانتخابات ان النتائج ستعلن رسميا الاحد الا انه يتوقع ان يعلن المرشحون انفسهم نتائج غير رسمية قبل ذلك.

وسمح فقط للناخبين المتواجدين داخل مركز الاقتراع عند موعد الاغلاق بالادلاء باصواتهم.

واعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات قبل حوالي ثلاث ساعات من اغلاق مكاتب الاقتراع ان نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التعددية الحقيقية الاولى في تاريخ مصر بلغت قرابة 50%.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن رئيس اللجنة رئيس المحكمة الدستورية العليا فاروق سلطان ان "مؤشرات نسبة الإدلاء بالأصوات تصل الى قرابة 50% ممن لهم حق التصويت فى تلك الانتخابات" وهم قرابة 50 مليون ناخب.

وعلى مدى يومي الاربعاء والخميس، وقف الناخبون في طوابير امام مراكز الاقتراع في القاهرة ومختلف المحافظات فيما بدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين.

ومن بين هؤلاء اثنان كانا مسؤولين في عهد الرئيس السابق هما وزير الخارجية الاسبق الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، واخر رئيس وزراء لمبارك القائد الاسبق للقوات الجوية احمد شفيق.

وينتمي مرشحان اخران الى التيار الاسلامي وهما عبد المنعم ابو الفتوح الذي انشق عن جماعة الاخوان المسلمين ويتبنى خطابا اكثر اعتدالا، ومرشح الجماعة محمد مرسي، اما المرشح الخامس فهو الناصري حمدين صباحي.

وقالت هالة عصمت وهي واحدة من عدد قليل من الناخبين ادلوا باصواتهم في اللحظة الاخيرة "البلد في الحضيض من الناحية الامنية والاقتصادية ونحتاج شخصا يخرجنا من الوضع الحالي"، مؤكدة انها اعطت صوتها لشفيق.

وصرح وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم الخميس ان اجهزة الامن "رصدت ووصلت اليها معلومات عن بعض محاولات لافتعال مشاجرات لافساد العملية الانتخابية وتخويف الناخبين لاحداث عزوف عن الانتخابات وتمت مواجهة ذلك بكل قوة وحزم" من دون ان يذكر مزيدا من التفاصيل.

ويأمل المصريون ان تضع الانتخابات الرئاسية نهاية لحالة الاضطراب السياسي والامني الذي شهدته البلاد خلال الفترة الانتقالية وانعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية لهذا البلد نتيجة تراجع كبير للاستثمارات وللسياحة خصوصا.

غير ان العديد من الشباب المصري الذي شارك في الثورة التي اطاحت مبارك، توعدوا بالنزول الى الشارع اذا ما نجح خصوصا احمد شفيق الذي يتهمونه بالتورط في ما يعرف بـ"موقعة الجمل" في اشارة الى الجمال التي استخدمت للهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير في الخامس من شباط/فبراير 2011، قبل ايام من سقوط مبارك.

وتعرض شفيق للاعتداء من عدد من الاشخاص مساء الاربعاء عقب خروجه من لجنة الاقتراع التي ادلى فيها بصوته وقذفه البعض بالاحذية.

غير ان عمليات الاقتراع جرت بشكل عام في هدوء الخميس.

وامام مدرسة تحولت الى مركز اقتراع في حي مصر الجديدة، كان مئات من الناخبين ينتظرون في هدوء دورهم للادلاء بأصواتهم.

وقالت دينا البدري (26 سنة) "انني سعيدة جدا لاننا نختار رئيسنا. جئت لاقترع مساء امس لكن الطوابير كانت طويلة للغاية فعدت الى المنزل".

وتعلن نتائج الجولة الاولى للانتخابات رسميا في 27 ايار/مايو المقبل لكن ينتظر ان يعلن المرشحون قبل ذلك النتائج التي سيجمعها مندوبوهم من 13 الف مكتب اقتراع في مختلف انحاء البلاد.

ويرجح المعلقون الا يتمكن اي مرشح من الحصول على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهي 50 في المائة زائدا واحدا والا تحسم النتيجة الا في جولة الاعادة في 16 و17 حزيران/يونيو المقبل بين المرشحين اللذين سيحصلان على اعلى الاصوات.
ومن شان نتيجة الانتخابات ان تحدد توجهات السياسات الداخلية والخارجية لمصر خلال السنوات الاربع المقبلة.

ورغم تعهد كل المرشحين بلا استثناء بالالتزام بمعاهدة السلام المبرمة مع اسرائيل العام 1979، الا ان بعضهم يريد علاقات افضل مع ايران وتركيا والعالم الاسلامي و"اكثر استقلالا" عن السياسة الاميركية في المنطقة.

واشادت الصحف المصرية الخميس باول انتخابات رئاسية "حرة وديموقراطية" في تاريخ مصر بعد اليوم الاول لعملية الاقتراع التي جرت في هدوء و"فرحة" رغم الشكوك التي تحيط بمستقبل هذا البلد.

وتحت عنوان "حققنا الحلم"، ذكرت صحيفة الاخبار الحكومية انه "في يوم الثالث والعشرين من مايو عام 2012 ذهب المصريون الى الصناديق لاختيار حاكمهم لاول مرة في التاريخ بارادتهم الحرة دون تزوير".

ونشرت جميع الصحف صورا لناخبين ينتظرون مبتسمين في صفوف طويلة للادلاء باصواتهم.

ونشرت جريدة الشروق المستقلة مجموعة من الصور للناخبين تحت عنوان "صورة للشعب الفرحان في الانتخابات" مستعيرة اغنية "صورة" الشهيرة للمطرب الراحل عبد الحليم حافظ.

وكتبت في مقال بعنوان "السعادة في الهواء" ان "هذا يوم للفرح والفخر، علينا ان نعيشه ونستمتع به ولنؤجل الاحزان والمآسي والمشاكل قليلا لانها لن تنتهي قريبا".

واضافت "ان يقف المصريون في طوابير طويلة لانتخاب رئيس للجمهورية وان يختلف الجميع على من يكون اسم الرئيس المقبل فمعني ذلك ان هناك شيئا تغير".

اما جريدة "الاهرام" التي كانت سابقا البوق المدافع عن نظام مبارك فعنونت "الشعب يسترد ارادته الحرة". واعتبرت ان هذا "المشهد يعكس اصرار المصريين على بناء نظام قوي عماده الديموقراطية والحرية".

من جانبها تساءلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة عن صلاحيات الرئيس الجديد بعد تعليق دستور 1971 وعدم وضع دستور جديد للبلاد حتى الان بسبب الخلاف على اللجنة التاسيسية.

وقال المحرر "في مصر الان هناك آمال كبيرة من قبل المواطنين والمؤسسات معلقة في رقبة الرئيس فاذا صارت الامور الى الافضل سيتم ارجاع الامر الى الرئيس واذا حدث العكس سيتم تعليق كل اخفاق في رقبة الرئيس".

واضاف "الخلاصة ان البديل للنظام القديم لم يتبلور بعد ... وفي كل الاحوال نستطيع ان نقول اننا اجتزنا اختبارا صعبا واننا على طريق الصواب ولا يسعني الا القول: للامام".

وتعهد المجلس العسكري الذي يتولى السلطة منذ اسقاط مبارك والذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب ادارته المرتبكة للمرحلة الانتقالية، بتسليم السلطة الى رئيس منتخب قبل نهاية حزيران/يونيو.

الا ان العديد من المحللين يرون ان الجيش، الركيزة الاساسية للنظام منذ سقوط الملكية العام 1952 الذي يملك قوة اقتصادية ضخمة، سيبقى له دور قوي في الحياة السياسية.(فرانس برس)


شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق