شكسبير يحاكم بن علي على "تاريخه الدموي"





تونس - يعرض مسرحيون، من مختلف أقطار الدول العربية في بريطانيا أعمالا مسرحية للأديب البريطاني الراحل ويليام شكسبير، تعبر عن ما يسمى بـ"الربيع العربي".

ويشهد "مهرجان شكسبير العالمي" الذي يستمر حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل عرض اكثر من 70 عملا مسرحيا، بحسب وزارة الخارجية البريطانية.

وأشارت الوزارة، في تقريرها الذي تنشره المواقع الإلكترونية لسفارات بريطانيا بدول الخليج، إلى أن المهرجان يقدم بـ37 لغة لضمان وصول المحتوى لأكبر عدد من عشاق الأديب الراحل.

ويعرض المخرج التونسي الشاب لطفي عاشور خلال المهرجان نسخة معاصرة من مسرحية شكسبير الشهيرة "ماكبث" بعنوان "ليلى وبن علي: تاريخ دموي"، تعكس الأحداث الأخيرة في تونس والمتمثلة في جشع وظلم الطاغية.

وسعى المخرج التونسي، إلى تجسيد شخصيات شكسبير الديكتاتورية بهيئة ليلى الطرابلسي وزوجها الرئيس السابق زين العابدين بن علي، دامجاً نصوص شكسبير بالفيلم والتغطية الإعلامية ليعطي انطباعاً عن وسائل القمع التي تفنن بها بعض الحكام العرب وكيف استخدموا نفوذهم قبل الإطاحة بهم لزيادة سلطتهم وبطشهم على شعوبهم للتأكد من استمرارية حكمهم الدكتاتوري.

ونقل تقرير الوزارة عن عاشور قوله إن "وجه الشبه كبير بين القصتين. فالقمع الذي مارسه الطاغيتان واستغلالهما لمناصبهما من أجل مكاسب شخصية، بالإضافة إلى خيانة الأمانة والانغماس في الملذات مع تجاهل المطالب الشعبية، وجنون العظمة، وانعدام المنطق، جميعها عوامل انعكست في فترة حكم زين العابدين بن علي (رئيس تونس السابق)".

ومن أهم المشاركين في المسرحية الممثل والموسيقار الشاب التونسي جوهر باسطي بدور ماك بيث، بينما تؤدي الممثلة الفرنسية التونسية أنيسة داود دور ليلى.

وأشار تقرير الخارجية البريطانية إلى أن المهرجان يقدم مسرحية "ريتشارد الثاني"، التي كتبها الشاعر الفلسطيني غسان زقطان باللغة العربية محافظا بها على عنصر الشعر، وتدور أحداث العرض حول سقوط عائلة مالكة وظهور أخرى بمساعدة الفلاحين والعامة، الأمر الذي يتشابه إلى حد كبير مع الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية مؤخرا.

وقال إن فرقة العراق المسرحية تقدم "روميو وجولييت في بغداد" باللغة العربية وهي نسخة معاصرة من تراجيدية شكسبير الرومانسية الشهيرة، إلا أنه تم إدخال التراث والشعر والموسيقى والفنون العراقية إلى المسرحية ليتم من خلالها تسليط الضوء على معاناة وآمال عاشقين عراقيين.

وأثار عرض المسرحية في بغداد قبل ايام استياءا نقدياً رافضاَ، ووصف العرض بانه يقدم خدمة سياسية عبر المسرح لخطاب الاحزاب الدينية الحاكمة، فيما كانت ردود الفعل تعيد صرخة شيكسبير نفسه "ايها الخجل أين حمرتك؟"

وانتقد نقاد ومتابعون مشاركة الفنان الرائد سامي عبد الحميد في عمل ينحني للخطاب الديني والطائفي الرافض أصلاً لقيم المسرح المتحضرة.

ووصفت مشاركة عبد الحميد "بمثلت السقوط" بعد تقديمه نصاً ضعيفاً كتبه صدام حسين باسم "زبيبة والملك" ببهرجة مسرحية تمجد "الديكتاتور المؤلف"، ثم عاد وجسد جانباً من سيرة رجل دين أعدمه الديكتاتور نفسه ومختلف على سيرته وطبيعة موته في عرض مسرحي مع عواطف السلمان قدم لرجال الدين على المسرح الوطني بدعم مالي من أحدى الاحزاب الطائفية الحاكمة في بغداد.

ولم يحدث ان ناقشت الاعمال المسرحية العراقية بمثل ما فعلت "اقتباسة" مناضل داود "الضيقة" لروميو وجولييت.

ولم تقف "كما تزعم المسرحية" الاختلافات الطائفية بين العشاق العراقيين على مر التاريخ المعاصر، وما سمي بالحرب الطائفية التي شهدها العراق بعد عام 2003 كانت بين الاحزاب الطائفية وليس بين المجتمع العراقي.

ولأول مرة في التاريخ، يُقدم مهرجان شكسبير العالمي أولى مسرحيات شكسبير بلهجة "عربي جوبا" شائعة الاستخدام في جنوب السودان، إذ قام الكاتب تابان لو ليونغ بكتابة مسرحية "سيمبيلين" التراجيدية بلهجة جنوب السودان المحلية، مضيفاً عنصر الثقافة والأساطير المحلية لإنتاج عمل درامي يعكس الحياة الاجتماعية والسياسية المعاصرة في جنوب السودان.. كما جعل المهرجان للصم والبكم نصيبا من هذه الاحتفالية أيضاً، حيث ستقوم فرقة "ديفينيتلي ثياتر"، ولأول مرة على الإطلاق بأداء كامل لـ"مسرحية "عذاب الحب الضائع" بلغة الصم والبكم.

ويُعد مهرجان شكسبير العالمي الذي يستمر حتى شهر نوفمبر/تشرين الأول 2012 أكبر احتفالية بالموروث الأدبي الوافر للشاعر والكاتب الذي ألف مئات الأعمال الأدبية تتراوح ما بين مسرحيات وقصائد.(ميدل إيست أونلاين)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق