تعثر الجهود الدبلوماسية.. واشنطن تلمح للخيار العسكري لإنهاء العنف بسوريا




واشنطن - صرح مسؤول عسكري أميركي في تصريحات لشبكة "سي.بي.إس" الإخبارية الاثنين بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مستعدة لتوفير "خيارات عسكرية" لإنهاء العنف الدائر في سوريا إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية المتصاعدة في وقف القتال.

وقال الجنرال مارتن ديمبسي "اعتقد أنه يتعين دائما أن تأتي الضغوط الدبلوماسية أولا قبل أي مناقشات بشأن الخيارات العسكرية، ومهمتي على أية حال هي الخيارات وليس السياسة، وبالتالي سوف نكون مستعدين لتوفير خيارات (عسكرية) إذا طلب منا ذلك".

وتأتي تصريحات الجنرال ديمبسي بعد أن أدان مجلس الأمن الدولي بالاجماع استخدام الدبابات والمدفعية في الهجوم الذي شنته القوات السورية مؤخرا على بلدة حولة مما أسفر عن مقتل 108 أشخاص على الأقل، فيما نفت السلطات السورية اي علاقة لها بما حصل في الحولة.

وذكر ديمبسي أن "الأحداث التي وقعت في سوريا مطلع الأسبوع مروعة ووحشية في حقيقة الأمر".

ولم يرد ديمبسي على سؤال بشأن ما إذا كانت الدبلوماسية، وليس التدخل العسكري ، ستكون كافية لإنهاء القتال ، وأردف قائلا "هذا هو السؤال المطروح دائما".

وتصاعدت حدة ردود الفعل الدولية اذ طالبت فرنسا وبريطانيا بمحاسبة النظام السوري على اعماله، في حين حملت موسكو طرفي النزاع في سوريا مسؤولية المجزرة.

ووسط هذه الاجواء التصعيدية سياسيا، تواصلت الاثنين اعمال العنف موقعة 34 قتيلا غالبيتهم من القوات النظامية، بينما وصل الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي انان الى دمشق على ان يلتقي الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء.

وقال انان في تصريح صحافي بعيد وصوله الى احد فنادق دمشق "اشعر بالصدمة ازاء الاحداث المأسوية والمروعة التي وقعت قبل يومين في الحولة".

واضاف ان مجلس الأمن طلب من الأمم المتحدة "مواصلة التحقيق حول الاعتداءات التي حدثت في الحولة"، مشددا على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية وتقديمهم للمساءلة".

وأوضح انان انه يعتزم اجراء "مناقشات جادة وصريحة" مع الرئيس السوري بشار الأسد بالاضافة الى "أشخاص آخرين" أثناء وجوده في البلاد.

وحث انان الحكومة السورية "على اتخاذ خطوات جريئة للدلالة على انها جادة في عزمها على حل هذه الأزمة سلميا"، مشيرا الى انه طلب ذلك من "جميع المعنيين للمساعدة على تهيئة السياق الصحيح لعملية سياسية ذات مصداقية".

دبلوماسيا تواصلت ردود الفعل المنددة بالنظام السوري اثر مجزرة الحولة. واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر اتصال جرى بينهما الاثنين انهما اتفقا "على العمل معا لزيادة الضغط" على الرئيس السوري، واكدا سعيهما لمحاسبة المسؤولين في النظام السوري على ممارساتهم.

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية ان "مجزرة الحولة والمستجدات في الايام الاخيرة في سوريا ولبنان تؤكد مرة اخرى الخطر الذي تطرحه تصرفات نظام بشار الاسد على الشعب السوري".

واضاف الاليزيه في البيان "حيال هذا الوضع وحيال ازدراء نظام دمشق غير المقبول بوقف اطلاق النار"، اتفق المسؤولان "على زيادة ضغط الاسرة الدولية على بشار الاسد ووضع حد للقمع الدموي للشعب السوري الذي يطمح الى الحرية والديموقراطية".

كما نددت الرئاسة الفرنسية بـ"الجنون القاتل" للنظام السوري بعد مجزرة الحولة، ودعت الى محاسبة المسؤولين السوريين على اعمالهم هذه، وذلك اثر اتصال بين هولاند وكاميرون.

اما الموقف الروسي فبقي على تمايزه من الموقف الغربي، الا انه اقترب قليلا منه بموافقة موسكو على البيان الصادر عن مجلس الامن مساء الاحد.

ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ الاثنين ان طرفي النزاع في سوريا يتحملان مسؤولية مجزرة الحولة. وقال "نحن في وضع يبدو ان الطرفين شاركا فيه" مشيرا الى وجود اثار اطلاق نار عن مسافة قريبة على الجثث الى جانب الاصابات بالقصف المدفعي في مدينة الحولة.

من جانب آخر قال لافروف ان روسيا لا تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وانما خطة السلام التي اعدها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان وتدعو القوى الغربية الى وقف جهود اسقاط النظام.

واضاف لافروف "نحن لا ندعم الحكومة السورية، نحن ندعم خطة كوفي انان"، مضيفا انه على القوى الغربية "العمل على تطبيق خطة كوفي انان وليس اسقاط النظام".

من جهته قال هيغ "لسنا في سوريا ازاء الاختيار بين خطة انان او استعادة نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد السيطرة على البلاد"، مشددا على "ان الخيار هو بين خطة انان او تزايد الفوضى في سوريا والانزلاق نحو حرب اهلية شاملة والانفجار".

واعلن وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي في مقابلة نشرت الاثنين ان ايطاليا على استعداد لدعم اقامة ممرات انسانية لانهاء المجازر في سوريا في اطار "مسؤولية الحماية".(ميدل إيست أونلاين)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق