كما في العالم العربي تماما: قيصر روسيا الجديد يستبقي "أتباعه"





موسكو - عين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء عددا من الوزراء السابقين في الحكومة المنتهية ولايتها في مناصب في الادارة الرئاسية النافذة بعدما ابقى على مقربيه في المناصب الاساسية للحكومة مثيرا بذلك شكوكا في رغبته في الاصلاح.

وغداة الاعلان عن تشكيلة الحكومة الروسية الجديدة برئاسة ديمتري مدفيديف، حيث ظهرت وجوه جديدة لكن بقي حلفاؤه المقربون في المناصب الرئيسية، وقع بوتين مرسوما يعين عددا من الوزراء السابقين الذين لم يكلفوا بحقائب في الحكومة في مناصب عليا في اركان الدولة.

واصبح وزير الداخلية السابق رشيد نورغالييف الذي شهدت الاشهر الاخيرة من ولايته فضيحة كبرى حول التعذيب في دوائر الشرطة، امينا عاما مساعدا لمجلس الامن القومي.

وعين سيرغي ايفانوف النائب السابق لرئيس الوزراء رئيسا للادارة الرئاسية.

كما عين بوتين في مناصب عليا في الرئاسة الوزراء السابقين ايغور ليفيتين (النقل) والفيرا نيبيولينا (التنمية الاقتصادية) واندريه فورسينكو (التربية) وتاتيانا غوليكوفا (الصحة) وايغور تشيغوليف (الاتصال) وايغور تروتنيف (الموارد الطبيعية).

وقال يولي نيسنيفيتش الاستاذ في المعهد العالي للاقتصاد "هذا ليس تشكيل فريق سياسي بل تقاسم مناصب داخل الفريق نفسه".

من جهته، اكد المحلل المستقل ديمتري اوريشكين ان "بوتين لا يتخلى عن جماعته ابدا". واضاف ان "الذين بدوا اوفياء له يمكنه الاستفادة منهم (...) يجب ان يبقيهم تحت سيطرته، قربه، داخل النظام".

وكتبت صحيفة فيدوموستي الاقتصادية الثلاثاء ان كل هذه التغييرات تثبت ان "القرارات الاساسية ستتخذ في الكرملين" من قبل بوتين وليس من قبل رئيس الحكومة مدفيديف.

وبقي بوتين رجل الاستخبارات السابق الذي عاد الى الكرملين بعد ولايتين سابقتين من 2000 الى 2008 تولى بعدهما رئاسة الحكومة لاربع سنوات، رجل روسيا القوي.

وقد اعيد انتخابه في آذار/مارس لهذه الولاية الرئاسية الجديدة التي مددت لتصبح من ست سنوات بموجب اصلاح دستوري وعين مدفيديف الذي دفعه الى الكرملين لاربع سنوات في 2008 لانه لا يستطيع البقاء في الرئاسة لولاية ثالثة، رئيسا للحكومة.

واثار تبادل المناصب بين مدفيديف وبوتين غضب المعارضة وشكل احد اسباب موجة الاحتجاج على النظام منذ كانون الاول/ديسمبر الماضي.

وفي مواجهة هذا الاستياء حدد بوتين لولايته الجديدة اهدافا اكثر طموحا من اجل دفع روسيا الى المراتب الاولى في الاقتصاد العالمي وخفض اعتمادها على صادرات المحروقات.

لكن نيسنيفيتش قال ان "الحديث عن تحديث مع حكومة كهذه امر مضحك".

من جهته قال غليب بافلوفسكي المستشار السابق في الكرملين ان "الحكومة ليس لديها على ما يبدو اي استراتيجية واي برنامج سياسي ويبدو انها مصابة بالخمول وستواصل العمل في الاطر الميزانية نفسها بدون تقديم افكار جدديدة".

وكتبت فيدوموستي ان معظم القادمين الجدد الى الحكومة شبه مجهولين ولا يملكون اي خبرة في السياسة.

وذكرت بان "التاريخ يثبت ذلك: وحدها الحكومات التي تضم سياسيين لامعين ومعترف بخبرتهم فرضوا اصلاحات بقوة شخصيتهم تمكنت من انجاز معجزات اقتصادية في بلدانهم".

واضافت الصحيفة ان "المهمة باتت محددة: تجديد فريق الممثلين بدون تغيير المخرج ولا مبادىء العمل التي تعد مقدسة. لذلك سيستمر العرض نفسه".(فرانس برس)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق