بيروت - تواجه
المعارضة السورية بعد استقالة برهان غليون من رئاسة المجلس الوطني تحديات احداث
قفزة نوعية في ادائها لكي تنجح في ملاقاة تطلعات الثوار في الداخل وتجاوز
انقساماتها من اجل طمأنة العالم الى مرحلة ما بعد الاسد، بحسب ما يرى خبراء
ومعارضون.
واقر رئيس
المجلس الوطني السوري المستقيل برهان غليون بان المجلس وخلال سبعة اشهر من عمله "لم
يتمكن من ان يرقى الى تضحيات الشعب السوري"، مضيفا "لم نلب بالسرعة
الكافية وبشكل كاف احتياجات الثورة".
وقال انه
قدم استقالته ليقول بوضوح ان الانقسام القائم بين الاسلاميين والعلمانيين "لا
يجدي"، والنظام السوري هو الرابح من هذا الانقسام.
وهددت بعض
مكونات المجلس الوطني بالانسحاب منه بعد اعادة انتخاب برهان غليون رئيسا للمرة
الثالثة في 15 ايار/مايو، منددة "بالاستئثار بالقرار" وببطء عمل المجلس
الوطني.
وانتقد بعض
اطراف المعارضة في السر وفي العلن هيمنة الاخوان المسلمين الذين دعموا رئاسة
غليون، على قرارات المجلس، واكثر من ذلك محاولة الجماعة احتكار المساعدات المالية
والعينية وحتى الاسلحة التي تصل الى المجلس بهدف تقوية قاعدتها على الارض.
ولم تصدر
اي ردود فعل دولية على استقالة غليون، الا ان المجتمع الدولي حض على مدى اشهر
طويلة المعارضة السورية على توحيد صفوفها.
ويقول
استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان "ان الغرب
واميركا تحديدا، يخاف من المعارضة ويتساءل ماذا يمكن لهؤلاء ان يفعلوا اذا تسلموا
البلاد. لذلك لا يزال الغرب يتصرف على قاعدة العدو الذي تعرفه افضل من الصديق الذي
لا تعرفه".
وتتناول
المخاوف بالتحديد دور الاسلاميين الذين يبرزون اكثر فاكثر كالقوة الاكثر تنظيما
على الارض بعد سنوات طويلة من القمع في ظل سيطرة حزب البعث.
ويضيف خشان
"ابرز تحديات المعارضة التوصل الى رؤية لسوريا ما بعد الاسد. ما هو الشكل
الذي ستكون عليه الدولة والنظام؟ هناك خوف كبير من الاخوان المسلمين ومن عناصر على
الارض نظرتها السياسية متطرفة اكثر من الاخوان".
ويقول ان "اتفاق
المعارضة على نظام بعد الاسد هو العامل السحري الذي سيقنع العالم بجديتها".
ويؤكد
مسؤولون في المجلس الوطني ان لا خلافات جوهرية بين اعضائه، فالكل متفق على اسقاط
النظام والسعي الى دولة "مدنية ديموقراطية"، بمن فيهم جماعة الاخوان
المسلمين التي ضمنت وثيقتها السياسية الصادرة في نهاية آذار/مارس هذا المبدأ. لكن
الخلافات هي على تقاسم الادوار والحصص.
ويقول
الناشط السوري المعارض احمد الخطيب من ريف دمشق "انها الانا الصارخة. يتعاملون
مع المجلس على انه حصص وصفقات سياسية... هناك تهميش، ودائرة ضيقة تدير المجلس... اذا
كانوا من الان يهمشون ونحن ما زلنا في الثورة، فماذا سيفعلون في ما بعد؟".
ويؤكد ان "شعبية
المجلس في الداخل السوري في الحضيض".
ويرجع خشان
سبب الخلافات الشخصية والفردية والمناطقية بين اركان المعارضة السورية الى "النقص
في الممارسة الديموقراطية".
ووافق
المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري الاربعاء على استقالة غليون على ان يظل في
منصبه حتى تنظيم انتخابات جديدة في التاسع من حزيران/يونيو.
وتقول المتحدثة
باسم لجان التنسيق المحلية ريما فليحان من الاردن ان "قبول الاستقالة خطوة
ايجابية، في انتظار الخطوات الاخرى المتعلقة باصلاح المجلس بشكل فعلي ليكون أقرب
الى الناس".
ويؤكد
العديد من الناشطين ان هناك "طلاقا" بين سياسة المجلس الوطني وبين "الثوار"
على الارض.
ويؤكد عضو
المجلس الوطني احمد زيدان الذي يتنقل بين سوريا وخارجها ان "الناس يتململون
ويشعرون بالاحباط. نحن نعمل مع الثوار والعسكريين على الارض على الا يفقد المجلس
ثقة الشارع".
ويضيف "هل
يعقل ان نكون في ازمة وقتل وتشريد، بينما هناك من يختلف على المقاعد والهيكلة؟".
ويقول
الخطيب ان المجلس الوطني فشل حتى في ابسط الامور مثل "الاغاثة والامور
الانسانية. ما قدمه لا يذكر".
كما انه
تأخر في ادراك ان "المقاومة المسلحة تحصيل حاصل لرد النظام العنيف على الثورة"،
فتبنى مسالة تسليح الجيش الحر متأخرا. ورغم ذلك، فانه، بحسب الخطيب، "لا
يتعاطى مع موضوع التسليح بالجدية المطلوبة".
ويحذر
زيدان من رد فعل قد يدفع اليه الناس اذا لم يلاق المجلس تطلعاتهم.
ويقول "لا
مصلحة الان بنشوء شيء في الداخل مستقل عن المجلس بعدما اصبحت له شرعية وعلاقات
دولية"، في اشارة الى اعتراف مجموعة اصدقاء سوريا (80 دولة) في بداية نيسان/ابريل
بالمجلس "ممثلا اساسيا" للشعب السوري و"محاورا رئيسيا" للمجتمع
الدولي.
ويضيف "الناس
يريدون دفع الامور الى الامام، وبدأوا يهددون بان من يخرج لاسقاط بشار الاسد قادر
على اسقاط هؤلاء الاشخاص في تظاهرة واحدة".(فرانس برس)
0 التعليقات :
إرسال تعليق