الرباط وباريس: تعزيز العلاقات يبدأ بـ"مركز الحليب"!




باريس - أضافت مجموعة الصناعات الغذائية الفرنسية "دانون" لبنة جديدة في صرح العلاقات الإستراتيجية الفرنسية المغربية بأن أصبحت المساهم الرئيسي بـ"مركز الحليب" التي تعتبر الرائدة في قطاع الحليب ومشتقاته بالمغرب.
                               
وأعلنت الشّركة فرنسية المتعددة الجنسيات والتي تعتبر من أضخم شركات الصناعات الغذائية في العالم أن مساهمتها بـ"مركز الحليب" (سانترال ليتيير) وصلت إلى 67 في المائة من خلال اقتناء جزء من الأسهم التي تمتلكها الشركة الوطنية للاستثمار (37,8 في المائة) مقابل مبلغ مالي قيمته 550 مليون يورو).

وأكدت "دانون" ـ التي يتمحور نشاطها حول قطاعات الحليب ومشتقاته والبسكويت والمياه المعدنية ولها حضور في تسعين بلدا ـ أن هذه الصفقة تشكل محطة هامة لتطوير منتوجها بالمغرب، إذ ستمكّن من الاستثمار أكثر في سوق ذات مؤهلات عالية، وستسهم في توسيع نشاط المجموعة في شمال إفريقيا.

المغرب بلد مستقر وبيئة ملائمة

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "دانون"، فرانك ريبو، في مقابلة مع صحيفة ''لي إيكو'' الفرنسية "مهمتنا هي البناء وإيجاد مصادر جديدة للنمو من خلال قياس المخاطر التي نتخذها. وفي المغرب، وهو بلد مستقر، سنجد النمو في بيئة ملائمة".

وأضاف ريبو "نحن نعمل مع '‏مركز الحليب'‏ منذ سنة 1953 وكانت مساهمة دانون في رأسمال الشركة المغربية تبلغ 29,2 في المائة منذ سنة 2001 وسوف نستثمر 550 مليون يورو لتصل مساهمتنا إلى 67 في المائة ونصبح المساهم الرئيسي في '‏مركز الحليب' في وقت لاحق من هذا العام".

وشدّد ريبو على أن "'‏مركز الحليب' تعتبر الرائدة في قطاع الحليب ومشتقاته بالمغرب حيث تمتلك نحو 60 في المائة من حصة السوق المغربية وتنمو بنسبة 8 في المائة، وهي مدرجة منذ سنة 1974 في بورصة الدار البيضاء".

وأختتم ريبو بالقول أن "من شأن هذه الشراكة أن تمكن دانون من تحقيق إيرادات تقدر بمليار يورو بفضل انخراطها ضمن إستراتيجيتها الرامية إلى التوسع الجغرافي والاستثمار في البلدان ذات النمو القوي بشمال إفريقيا. لذا قررت المجموعة المراهنة بقوة على الأسواق المغربية والجزائرية والتونسية".

فرنسا تراهن على الشراكة مع المغرب لبناء شراكة متوسطية

وتؤكد هذه الصفقة الاهتمام الاستراتيجي الذي توليه فرنسا للمغرب وشمال إفريقيا.

فقد أكد وزير الخارجية الفرنسي الجديد، لوران فابيوس، في محاضرة ألقاها في جامعة العلوم السياسية في باريس ‏يوم 27 يونيو على أن "فرنسا تتابع بثقة التغييرات التي يعرفها العالم العربي لأنها تعتقد أنه من الأفضل دائما الرهان على الديمقراطية"، مبرزا "الاصلاحات الديمقراطية الواسعة" التي أطلقها العاهل المغربي، الملك محمد السادس. وخاصة خلال سنة 2011.

وقال فابيوس أنه "ينبغي على فرنسا أن تساهم بنشاط في التحولات الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف".‏

وأضاف الوزير "لكن يتعين على كل مجتمع إيجاد طريقه للانتقال الديمقراطي، ونحن نعارض أي وصاية حتى إن كانت '‏وصاية ثورية'‏ ‏إذا جاز لي استخدام هذا التعبير".‏ لكنه لم يشر إلى مصدر هذه "الوصاية الثورية".

وشدد فابيوس على أن فرنسا "تتقاسم مسؤولية خاصة مع بلدان المغرب العربي بحكم القرب". وأضاف "يبدو أن الحياة بدأت تدب في جسم اتحاد المغرب العربي بفضل التقارب بين المغرب والجزائر وروح ‏تطوعية تونسية قوية".‏

وقال الوزير "لقد فتحت الثورات العربية صفحة جديدة في هذا التقارب التاريخي وتتجلى مهمتنا في كتابته معا في إطار ‏صداقة وشراكة مع الشعوب العربية لجعل البحر الأبيض المتوسط فضاء واعدا للشراكة والتعاون".‏

واختتم قائلا "ينبغي أن نكون فاعلين في بناء ‏فضاء تعاون وتبادل بين الجانبين. لكن من الضروري أيضا أن تنخرط كل أوروبا في شراكة مع العالم ‏العربي. لهذا السبب ستدعم فرنسا بقناعة هذه الأولوية المتوسطية لدى شركائنا في الاتحاد الأوروبي ‏وفقا للروح الأصلية لمؤتمر برشلونة 1995".‏

المغرب نموذجا للإصلاح الديمقراطي

وتعتبر الصفقة بين "دانون" و"مركز الحليب" أول خطوة في مسيرة العلاقات الفرنسية المغربية منذ لقاء العاهل المغربي بالرئيس الفرنسي الجديد بقصر الإليزيه بعد أقل من أسبوعين من تولي فرانسوا هولاند السلطة منتصف مايو/ أيار الماضي.

وكان الملك محمد السادس أول زعيم دولة أجنبية يستقبله الرئيس هولاند الذي أشاد بالاصلاح الديمقراطي الجاري بالمغرب. وتركزت المحادثات بين الزعيمين على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

كما شددت الرئاسة الفرنسية في بيان على "أن فرنسا تقف إلى جانب المغرب في المسار الذي اختاره لتحديث الاقتصاد وتكريس دولة القانون" ووجه البيان برسالة واضحة بشأن الموقف الثابت لفرنسا بخصوص قضية الصحراء والتزام باريس بالحكم الذاتي للصحراء ضمن السيادة المغربية.

والمغرب هو من اقرب حلفاء فرنسا وشريكها الاقتصادي والمالي الأول في شمال افريقيا. ويقدر عدد أفراد الجالية المغربية في فرنسا بحوالي نصف مليون مقيم، كما تحتل الجالية الفرنسية المرتبة الأولى في ترتيب الجاليات الأجنبية المقيمة في المغرب.

وقد أثار الإصلاح الديمقراطي إعجاب المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية البريطانية الذي أكد مؤخّرا أن المغرب يعد "نموذجا للإصلاحات" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.(ميدل إيست أونلاين)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق