أنقرة - أعلن رجب طيب اردوغان، رئيس الوزراء التركي
ان المخرج من الازمة في سوريا يتعقد مع ارتفاع وتيرة العنف في البلاد، مشيرا في
الوقت ذاته الى أن بلاده مستعدة لجميع الاحتمالات مع سوريا.
وقال
اردوغان في كلمة أمام البرلمان التركي يوم 9 اكتوبر/تشرين الأول انه "يوميا يقتل
في سوريا عشرات ومئات الاشخاص.. واصبح المخرج من الازمة وايجاد حل للمشكلة معقدا..
ولا يمكننا الوقوف جانبا"، مؤكدا عدم امكانية بقاء بلاده غير مكترثة لمشاكل
سورية "الشعب الذي تربطنا به علاقات قربى".
واعتبر
رئيس الوزراء التركي ان الشعب السوري "أمانة أجدادانا في أعناقنا"،
متعهداً بمواصلة دعم هذا الشعب "ولا عذر لنا لإدارة الظهر للسوريين". واشار
اردوغان الى ان الحدود المشتركة بين البلدين تمتد لمسافة 910 كيلومترات، حيث
اجتازها عشرات الآلاف من السكان اللاجئين "والآن هذا العدد وصل الى 100 ألف..
هؤلاء قدموا الينا ونحن استقبلناهم.. نحن لا نرى في الشعب السوري عدوا.. الطابع
العدواني لدى النظام السوري".
وتابع
القول "نحن لا ننظر في سياستنا الخارجية من منظار مذهبي، فجميع الحكام العرب
الذين سقطوا في الربيع العربي هم من أهل السنة".
وأكد أن
بلاده ستستخدم " جميع الوسائل بما فيها الدبلوماسية للدفاع عن أهلنا وأرضنا
إلى أن نستنفد كل خيارات السياسة"، مشيراً إلى أن القصف التركي تركز على
الأهداف العسكرية السورية فقط.
وأوضح أردوغان
" لقد صبرنا كثيرًا على الانتهاكات السورية على الحدود، ولكن عندما قتل
مواطنون رأينا وجوب التدخل"، مردفًا: "نحن جاهزون لكل الاحتمالات.. وسنضرب
من يضربنا، سنستخدم كل الوسائل، بما فيها الدبلوماسية، للدفاع عن أرضنا وشعبنا إلى
أن نستنفد كل الخيارات السياسية".
وفي سياق
حديثه عن قيادة الرئيس السوري بشار الاسد اعاد اردوغان الى الأذهان "انه ما
ان خرج الناس الى الشوارع وبدأت الاضطرابات توجهت تركيا حينذاك الى الاسد.. لكنه
تجاهل نصائحنا ولجأ الى العنف.. والده (حافظ الأسد) قتل في حماة 30 الف انسان.. والآن
نجله يحاول ان يكسر رقمه القياسي".
وباعتقاد
اردوغان فان "الرئيس السوري بشار الاسد انتهى وهو يقف مرتكزا على عكازات"،
وقال: "لا نتمنى للشعب السوري إلا الافضل".
كما هاجم
أردوغان "حزب الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة بسبب موقفه من
المذكرة البرلمانية التي أجازت للحكومة التدخُّل عسكريًا في سورية إذا اقتضت
الضرورة، وقال موجها كلامه للمعارضة التركية "إذا كانت كرامتكم تقبل هذا
فعِزّة نفسنا لا تقبلبذلك "، مضيفًا "من لا يقف موقفًا وطنيًا في أزمتنا
هذه ويقوم بدعم النظام السوري عليه أن يرحل عنا".
من جانب
آخر، اوضح عضو مجلس الشعب السوري بديع صقّور في اتصال من دمشق ان رئيس الوزراء
التركي يعلم حق العلم بان القذائف لا تأتي من قبل الجيش السوري، لان سوريا لا تسعى
لمواجهة مع الجارة التركية، بل ان الكتائب المسلحة المرابطة على الحدود تفتعل ذلك.
واوضح ان اردوغان يرسل المرتزقة والسلاح الى سوريا ليتباكي على دم الشعب السوري
فيما بعد.
فيما أكد
الخبير في شؤون الشرق الأوسط يوري زينين في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" ان
موسكو قلقة من تطور الاحداث الاخيرة بين سوريا وتركيا، واعتبر ان ردة فعل تركيا
تأتي ايضا في اطار انتقامها لحادث الطائرة الحربية التي اسقطتها سورية في فصل
الصيف من العام الجاري. ولم يستبعد الخبير ان تكون هناك قوى تسعى لتأزم الوضع بين
البلدين.(مصادر متعددة)
0 التعليقات :
إرسال تعليق