الجزيرة وإعلام الغرائز: اكذب... اكذب حتى يصدقك الناس!



بقلم: عارف عمر

لاشك ان للإعلام دورا كبيرا في اعادة تشكيل التوجه في اي مجتمع خصوصا اذا كان المؤثر فعالا ويلامس العاطفة او يطرق الحاجة لدى الاغلبية. فالتأثير سيكون أقوى.


لكن هذا التشكيل من الممكن ان يكون سلبيا. ثمة ما يكفي من الأدلة التاريخية للقول ان الالة الاعلامية قادرة على أن تتحول إلى بوق لترويج تناقضات فاضحة تخالف ما يحدث في أرض الواقع. هنا نقف ونتذكر ان لهذه النوعيه مثلها الأعلى وهي نظرية وزير إعلام هتلر جوبلز الشهيرة "اكذب، اكذب، اكذب، حتى يصدقك الناس".

بداية الحكاية لا تحتاج لأكثر من بحث بسيط في محرك البحث غوغل لمعرفة ما كانت تفعله قناة الجزيرة القطرية من تحريض وفتح لجبهات الارتزاق لمن اراد من لقطاء الاعلام. كان الهدف الأول هو دول الخليج. السعودية والكويت والإمارات كانت الأكثر عرضة لهذه المؤامرة التي راهنت على التغيير.

لكن الوقت مر ولم يحدث شيء فصار من الضروري تغيير مخطط الفتنة.

بعد انتهاء وحرق ملف القاعدة وهو الخنجر الاول الذي كانت تلوح به الجزيرة، بدأت ورقة الربيع والاخوان بالصعود وكأن الباب فتح من جديد. الفرق أن الخطة الجديدة تقتضي العمل بصبر.

كان للجزيرة وقطر ما أرادا. كسرت ابواب الجيران عن طريق مصر بثورتها. نعم مصر. فالوضع المتسارع لسياسة فرق تسد لا بد من أن يستغل. تونس في البداية ثم جاءت ليبيا. والشارع المصري يحتاج الى القليل من التحريك. فكانت الجزيرة حاضرة بقوة في كل المشاهد السابقة.

انتهت حكاية الشارع لتبدأ حكاية التنظيمات السرية. دول الخليج هي الهدف القادم والمتجدد. ما غاب عن ذهن الجزيرة وقطر أن الهدف الأكبر هو الخليج. وها هم المرتزقة يستعدون للانقضاض على الضحية بأموال جار السوء.

الكل يعلم ما حدث ويحدث: رجال دين وصحفيون وخيوط تحرك المعارضة. في الداخل ومن الخارج تأتيك اقلام مأجورة وقنوات فضائية مهاجرة تشتغل مقاولات من الباطن لنفس هدف الجزيرة المعلن. صحف واعلام الكتروني ومنظمات مشبوهة مظهرها الإنساني يخفي الكثير من تشوهات خلقية واخلاقية في مسارها.

كل ذلك حتى تعيش دول الخليج في أزمات مستمرة تنهكها، ويبقى الجار هو المتسيد اقتصادياً وسياسيا.

تمادت قطر كثيرا ونزعت لباس الأخوة والجيرة والتاريخ. بل نزعت برقع الحياء وحتى حمرة الخجل. ها هي الآن تقوم بمحاولة سياسية واعلامية مستميتة لاستمالة الشقيقه الكبرى السعودية. ولكنها في العمق تحضر وتحرض وتدفع لسقوطها. تحتضن الكويت وتخفي خنجرها الذي يعرفه الكثير من ابناء الكويت المخلصين. تكشف الوجه الباسم هنا، وتستضيف وتمول وتدفع بالكثير من الاذناب الدينية والاعلامية والسياسية لضرب الامارات. البحرين لم تكن بدورها بعيدة من تماديهم. هجومهم الجديد على مصر بعد أن تكشفت أوراقهم يقول لنا أنهم لا يتركون أحدا حتى وإن أوحوا بأنهم يفعلون.

والآن ماذا بقي؟

سوف يستمر هذا العفن في تلويث اجواء خليجنا اذا لم يتم التعامل معه بحزم وبقوة وسوف يستمر هذا التمادى القطري بشكل اكبر ولن يردعها شيء وسوف تفعل المزيد ولن تقف عند حد. ربما لن تقف حتى نتكاتف جميعاً ونرد الصفعة على وجهها بشكل رسمي وبقرارات توقف هذه المهزلة لعلها تصحوا من غيها وأذاها وعهرها الاعلامي.

العاهرة تعرف كيف تحرك الغرائز وتثير الشهوات وتذهب بالعقل. والعهر الإعلامي يحرك غرائز الحقد ويثير الشعوب ويذهب بعقلانية الناس وفطرتهم الطيبة. وكما تسعى العاهرة للسيطرة على ضحيتها، فأن العهر الإعلامي يريد السيطرة على مفاصل الحركة في جسد وطننا العربي.

ثمة الكثير من ملامح الوعي، ولكن مومس الإعلام لا تزال تشتري ليلتها الحمراء الأخيرة.(ميدل إيست أونلاين)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق