مرسي وشفيق: الطريق إلى الرئاسة يمر عبر حمدين صبّاحي




القاهرة - شكل حصول المرشح أحمد شفيق، الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، على نسبة 23 في المائة من الأصوات، مفاجأة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مصر.

ويرى الدكتور مصطفى اللباد (مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية) إن تقدم شفيق (23 %) في الجولة الأولى من الانتخابات شكل مفاجأة لكثير من المراقبين مقارنة بمؤشرات استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الانتخابات.

ويضيف "هنالك عدة أسباب ساهمت في الاختراق الذي حققه:
أولا: يبدو واضحا أن الدولة المصرية العميقة دعمت شفيق. وأعني بالدولة العميقة، مؤسسات وأجهزة الدولة وقطاع الموظفين الذي يضم الملايين بالإضافة إلى أفراد أسرهم.

ثانيا: هنالك رغبة عارمة لدى قطاعات من المصريين في الوصول إلى حالة من الاستقرار بعد الفترة الضبابية التي سادت البلاد خلال عام ونصف منذ الثورة.

ثالثا: التخوف من صعود الإخوان المسلمين، وقد تجلى ذلك في السلوك التصويتي للأقباط الذين صوتوا بكثافة وربما بنسبة تفوق 80 في المائة لفائدة المرشح شفيق.
رابعا: حصول المرشح شفيق على نسبة وازنة من أصوات منطقة الصعيد (جنوب مصر)".

ويشير أيضا إلى سبب خامس يتمثل في وجود تيار وسطي يرى أنه ليس من مصلحة مصر الآن أن يفوز تيار واحد بالأغلبية مقاعد البرلمان وبالرئاسة، و"بالتالي فإن هذا التيار يرغب في وجود تعدد مراكز قوى في المشهد السياسي المصري، ومن ثم هنالك رغبة في صعود مرشح قوي يوازي نفوذ الإخوان المتصاعد خلال الفترة الماضية".

ويرى اللباد أن المرشح حمدين صبَاحي هو الحصان الأسود في الانتخابات، "لقد كان مفاجأة للكثيرين واستقطب قطاعات من الشباب وسكان المدن الكبرى والتيار الثوري بشكل عام. وكانت استطلاعات الرأي قد وضعته في المرتبة الرابعة أو الخامسة، (....) لكنه لا يملك كل الإمكانيات المالية والتنظيمية والإعلامية التي يملكها كل من أحمد شفيق أو محمد مرسي".

ويؤكد أن شفيق ومرسي سيحاولان في جولة الإعادة  استقطاب ناخبي حمدين صباحي، "وهي نسبة أصوات تقارب 20 في المائة من الكتلة الناخبة وستساهم في ترجيح كفة أحد المتنافسين في جولة الإعادة".

وبناء على ذلك، يتوقع اللباد أن يُعرض عليه منصب نائب الرئيس، من قبل المرشحين المؤهلين لجولة الاعادة، بغية استقطابه واستقطاب الكتلة الشعبية الكبيرة ومن الشباب ومن ميدان التحرير التي صوتت له. و"بالتالي فإن حمدين صباحي أصبح بعد هذه الانتخابات رقما هاما في السياسة المصرية".

ويرى أن انقسام شباب الثورة ساهم إلى حد كبير في صعود الاخوان المسلمين أصحاب التنظيم القوي، كما ساهم في صعود أحمد شفيق.

ويؤكد أن الكتلة الناخبة للاخوان المسلمين ثابتة ولا تتغير كثيرا "وهي مؤلفة من حوالي مليون عضوفي التنظيم ومعها متعاطفون ما بين أربعة إلى خمسة ملايين"، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة التصويت في الجولة الثانية يصب في مصلحة شفيق وليس الإخوان.

 ويضيف "من مفارقات التاريخ أن ميدان التحرير يسقط مبارك ومعه رئيس وزرائه أحمد شفيق، ثم يعود الشعب المصري عبر صناديق الاقتراع لينتخبه أو على الأقل ليخوض جولة الإعادة اذا ما تأكد فوزه في الجولة الأولى. وهذه المفارقة قد لا يكون مردها لرغبة الناخبين في التصويت لأحمد شفيق وإنما بسبب النفور من الإخوان المسلمين، وكما يقول المثل العربي 'ليس حبا في علي ولكن كراهية في معاوية".(دويتشه فيلله)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق