واشنطن - اضطرت
شركتا أبّل الأميركية وسامسونغ الكورية إلى حضور جلسات تحكيم بينهما تحت ضغط
المحاكم، ولا نهاية تلوح في الأفق للدعاوى القضائية العديدة التي ترفعها الشركتان
المتنافستان، بعضهما ضد بعض، فيما يتعلق ببراءات الاختراع.
رئيسا
شركتي أبل وسامسونغ مضطرا لحضور جلسة تحكيم بينهما في مدينة سان فرانسيسكو يومَيْ
الاثنين والثلاثاء (21 و22 مايو/أيار 2012) تحت ضغط من محكمة في الولايات المتحدة.
ولا نهاية تلوح في الأفق للدعاوى القضائية العديدة التي ترفعها الشركتان المتنافستان،
بعضهما ضد بعض في مجال براءات الاختراع.
أكثر من
خمسين دعوى
يم كوك هو
رئيس شركة أبل التي يرجع إليها الفضل في ابتكار آي فون وآي باد وأصبحت أقوى شركات
تكنولوجيا المعلومات في العالم. أما تشوي غي سونغ فهو يرأس شركة سامسونغ الكورية
للإلكترونيات، وهي الشركة الأكثر بيعاً للهواتف النقالة في العالم بل وأكثر بيعاً
للهواتف الذكية من شركة أبل.
منذ سنوات
والشركتان تشنان حملات، بعضهما ضد بعض في المحاكم. أبّل تتهم سامسونغ بنسخ
منتجاتها دون خجل والتعدي على براءات الاختراع الخاصة بها، وتردّ سامسونغ باتهامات
مماثلة. وتتولى العديد من المحاكم في 10 دول البتّ في هذا النزاع حالياً.
شركتا أبل
وسامسونغ تتهمان بعضهما بعضاً بسرقة كل منهما أفكار الآخرى
فلوريان
مولَر يعمل مستشاراً لشركات تكنولوجيا المعلومات، مثل مايكروسوفت وأوراكِل، ولكنه
لا يعمل لصالح أبل ولا لصالح سامسونغ وليس له أية علاقات تجارية بهما، ويقول:
"لقد قمتُ بتقييم قائمة فيها أكثر من 50 دعوى متعلقة ببراءات الاختراع. وبعض
هذه الدعاوى متفرعة إلى دعاوى أخرى أصغر، حتى أن العدد الإجمالي أكثر من خمسين
دعوى بل ويقترب من مئة دعوى".
ومنذ أوائل
عام 2010، وهو يحلّل دعاوى براءات الاختراع في هذا القطاع على مدونته في الإنترنت fosspatents.com. ولا يعتقد أن أبل
وسامسونغ سيتوصلان إلى اتفاق في سان فرانسيسكو. "الطرفان لا يريدان الظهور في
أعْيُن القُضاة على أنهما غير متعاونَيْن. هذا ما أستطيع استنتاجه من الوثائق
المكتوبة المتوفرة. أعتقد أن الجلسات ومحادثات التسوية الحالية لن تؤدي إلى أية
نتيجة".
سامسونغ
تتجاوز أبّل
في أوائل
عام 2007 طرحت شركة آبل جهاز آي فون الأول في السوق، وهو الجهاز الذي غيّر عالم
الاتصالات المتحركة. وبعد ذلك عام 2010 طرحت الكمبيوتر اللوحي آي باد. وحقق كلا
الجهازين نجاحاً ساحقاً. وباعت أبّل حتى الآن نحو 220 مليون جهاز آي فون وحوالي 70
مليون جهاز آي باد. وبسعر بلغ أكثر من 500 مليار دولار في سوق الأسهم المالية،
أضحت أبّل أكثر الشركات قيمةً في العالم.
أجهزة
الهواتف النقالة القادرة على تقديم خدمة الإنترنت والكمبيوترات اللوحية كانت
موجودة مسبقاً، لكن ابتكار أبّل يتمثل في استخدام نظام التشغيل IOSسهل الاستخدام فيها، وبالتالي جعلها مناسبة للبيع في الأسواق للشريحة
العريضة من الناس. بعد مرور سنتين على أول هاتف آي فون، طرحت شركة الإنترنت غوغل
نظام التشغيل أندرويد، الذي يرتكز على نظام التشغيل IOSالذي
ابتكرته أبل.
أما نظام
التشغيل أندرويد فيمكنه العمل في هواتف نقالة مصنوعة في شركات مختلفة، وأصبح هذا
النظام ناجحاً في فترة زمنية وجيزة. ووفقا لحسابات مؤسسة غارتنر الأمريكية لبحوث
السوق فإن أندرويد حقق في الربع الأول من العام الحالي 56 في المائة من حصة السوق
العالمية مقابل 23 في المائة لشركة آبل.
حرب
شعواء
الرئيس
التنفيذي السابق لشركة أبّل الراحل ستيف جوبز كان يكره أندرويد ، معتبراً أن نظام
التشغيل هذا نسخة واضحة جداً من اختراع شركة أبل. ووفقاً لكاتب سيرته الذاتية
والتر إيزاكسون فإن ستيف جوبز قال بهذا الشأن: "سوف أحطّم نظام التشغيل
أندرويد، لأنه مُنتَج مسروق. وأنا على استعداد لبدء حرب شعواء في هذه القضية".
لكن تيم
كوك، الذي تولى قيادة شركة أبل بعد وفاة لستيف جوبز يبدو أقل هجومية. إذ يقول:
"نريد أن يخترع الآخرون الأشياء بأنفسهم، وإذا تمكنا من التوصل إلى اتفاق
فإنني أفضّل التوافق على خوض المعارك. ومن المهم ألاّ تكون أبّل هي المطوِّر
الوحيد لهذه التكنولوجيا في العالم بأسره".
لكن المحلل
فلوريان مولَر لا يرى في تصريحات رئيس أبل الجديدة أية تغييرات جوهرية في سياسة
الشركة. ويقول بهذا الصدد "لو كان تيم كوك قال 'نحن موافقون على أن يتم تقليد
اختراعاتنا من قِبَل الآخرين، ونحن نريد أن يتم دفع حقوقنا المالية لنا'- لكان
الحوار بين الرئيسين التنفيذيين ومحاميهم انحصر على التفاوض على المال فقط. ولكن
تيم كوك لم يقُل ذلك".
تهديد
للوجود
ولا نهاية
تلوح في الأفق للمعارك القضائية الحالية بين الشركتين المتنافستين. وخاصة أن
سامسونغ باعت في الربع الأول من العام الجاري هواتف ذكية بنظام التشغيل أندرويد
أكثر بكثير مما باعته أبل من هواتف آي فون، وفقا لتقرير مؤسسة غارتنر لشؤون
الأسواق. وأشارت المعلومات الواردة في التقرير أيضا إلى أن الهواتف الذكية تتطور
إلى منتجات قياسية موحَّدة للجميع. وأضاف التقرير التحليلي: " فقط هواتف
الفئة العليا تتمتع بمواصفات مميِّزة في الأجهزة والبرامج والخدمات المساعدة بحيث
يبقى هذا المنتج مختلفاً وواضح المعالم".
وهذه
الاختلاف هو ما تريد أبّل الدفاع عنه في المحكمة. وتشتمل هذه المواصفات المميِّزة
على تشابه التصميم وعناصر التحكم في برامج الهاتف الذكي. وخلاصة القول هي أن أبل
تأمل في أن تصبح الكمبيوترات اللوحية والهواتف الذكية ذات نظام أندرويد مختلفة
الشكل عن منتجات أبل.
ويعتقد
فلوريان مولَر أن أبل تسعى بذلك للبقاء في الأسواق، ويقول: "نحن نعلم أن
الدعاية والإعلان في هذا القطاع تعتمد على تناقل الأخبار بين الناس وعلى سمعة
المنتَج. فإذ كان المنتَج شعبياً فإنه يصبح بعد ذلك أكثر شعبية. ولذلك فإن أبّل
مهددة بالانقراض عن الوجود - رغم أن هذا الاحتمال قد يبدو غير وارد عند النظر إلى
أرقام مبيعاتها الحالية".
يُشار إلى
أن شركة أبّل كان لها تجارب مماثلة في الماضي اتسمت بالمد والجزر في مجال صناعة
تكنولوجيا المعلومات. ففي عام 1983 أنتجت أبل أول جهاز كمبيوتر شخصي يستخدم
الفأرة، ولكن في منتصف التسعينيات أوشكت أبّل على الإفلاس، في حين كانت شركة
مايكروسوفت تحتفل شركة مايكروسوفت بنظام التشغيل ويندوز الذي ابتكرته آنذاك.(دويتشه
فيلله)
0 التعليقات :
إرسال تعليق