الصراع على "السلطة" يعمّق الانقسام داخل المعارضة السورية




عمّان - في صراع على السلطة داخل المجلس الوطني السوري -جهة المعارضة الرئيسية في سوريا- يتنافس الإسلاميون مع العلمانيين والنشطاء المقيمون في الخارج مع نشطاء الداخل على نحو يقوض ما يردده من أنه بديل للرئيس بشار الأسد.

ومع مضي 14 شهرا على بدء الانتفاضة يقلل التناحر داخل المجلس الوطني السوري من احتمالات أن يحظى باعتراف دولي أو يحصل على أكثر من مجرد تأييد غير كامل في مواجهة الأسد.

وعلى أرض الواقع لا يظهر المجلس أي مؤشر على السيطرة على المعارضة إذ ينظم النشطاء الاحتجاجات بأنفسهم ويقاتل المقاتلون من تلقاء أنفسهم وليس بناء على أوامر من أحد.

ويقول البعض إن الخلافات داخل المعارضة السورية انعكاس للفوضى داخل سوريا ذاتها.

وقال المعارض المخضرم فواز تللو "هناك وضع نمطي في المجلس الوطني السوري لا يختلف كثيرا عن حكم أسرة الأسد الشمولي القائم منذ أربعة عقود والذي تريد الانتفاضة الإطاحة به".

ويدور حاليا صراع داخلي حول منصب برهان غليون الذي عرض التنحي عن زعامة المجلس الذي يضم 313 عضوا في الأسبوع الماضي إذا أمكن التوصل إلى شخص بديل. وليس هناك ضمان لوجود مثل هذا الشخص.

ويصف البعض غليون عالم الاجتماع الليبرالي البالغ من العمر 67 عاما بأنه أداة في يد جماعة الاخوان المسلمين ويقولون إنه اختير لاجتذاب التأييد الغربي.

كما ينتقد البعض احتكاره لزعامة المجلس المفترض ان تتغير كل ثلاثة أشهر. وينتقده آخرون لعدم دعمه المعارضة المسلحة للأسد.

وكتب على لافتة في تجمع مناهض للأسد في مدينة دير الزور بشرق البلاد الجمعة "برهان غليون: إن المجلس الوطني يحتضر. نقبل استقالتك".

وهناك مؤشرات على نفاد صبر في الخارج أيضا.

ولا يبشر هذا بالخير لفرص المعارضة في الحصول على دعم دبلوماسي أو عسكري.

فالدول الغربية والعربية التي اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثل المعارضة لحكم الزعيم الراحل معمر القذافي في غضون أسابيع قليلة من بدء حمل السلاح ما زالت مترددة فيما يتعلق بسوريا.

وقال مصدر عسكري في فرنسا وهي واحدة من أشد معارضي الأسد إن المعارضة في حاجة إلى تنظيم صفوفها بشكل أفضل.

وقال المصدر "الأمر يصب حاليا في صالح الجماعات الإسلامية ويجعل حتى من الصعب على المعارضة أن تنظم نفسها".

والخطوة الأولى هي تسوية مسألة القيادة. ويقول الإسلاميون الذين يهيمنون على المجلس إنهم يحاولون إقناع غليون بالاستمرار في منصبه.

وقال ملهم الدروبي وهو قيادي في جماعة الاخوان المسلمين "إذا أصر على الانسحاب فسيحين وقت انعقاد المجلس بكامل أعضائه واختيار قيادة جديدة على كل المستويات".

وغليون له روابط جيدة بفرنسا وقطر لذلك ربما يكون أقرب ما يكون من الشخصية التوافقية. لكن من العوامل التي ليست في صالحه المعارضة من داخل سوريا بسبب تشككه في المقاومة المسلحة هناك.

وقال ياسر سعد الدين وهو معلق يميل للمعارضة ومقيم في الخليج "الانقسام بين المجلس الوطني السوري ومن هم في الداخل في تزايد... غليون يفتقر للشخصية الكارزمية ولم يتبن الكفاح المسلح بعد أن قتل الأسد الآلاف من معارضيه السلميين".

وقال عضو رفيع في الجيش السوري الحر المعارض إن غليون ليس "في المعادلة" لكنه أقر بأن الإسلاميين الذين يدعمونه يحاولون إقامة روابط حقيقية مع مقاتلي المعارضة.

ومن المرشحين الآخرين للزعامة جورج صبرا الذي جاء في المركز الثاني بعد غليون في آخر انتخابات لقيادة المجلس. وصبرا هو حليف لرياض الترك أبرز معارض سوري وهو يساري سابق يبلغ من العمر 81 عاما أمضى 25 عاما كسجين سياسي ويعمل سرا داخل سوريا.

كما أن الإسلاميين ربما يطرحون مرشحا آخر لهم.

لكن هناك مطالب متزايدة بإجراء تغيير جذري أكثر من مجرد ترشيح زعيم جديد.

وقال تللو "هناك نخبة في المجلس الوطني السوري أدخلت زمرتها في المجلس. سيعيدون حتما انتخاب أنفسهم ما لم تتم إعادة هيكلة المجلس الوطني السوري بشكل حقيقي".

ويقول البعض إن المجلس في حاجة إلى توضيح سياسته فيما يتصل بخطة سلام للأمم المتحدة والجامعة العربية تنص على إجراء محادثات مع السلطات حول خطة انتقالية لكن دون إقصاء عائلة الأسد أو تفكيك أجهزة الدولة.

ويعتقد آخرون أن المجلس سينهار ما لم يجر إصلاحا جذريا.

وقالت ريما فليحان وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان استقالت من المجلس الوطني السوري العام الماضي "المجلس الوطني السوري على شفا الانهيار ما لم يصبح ممثلا لكل المعارضة".

وأضافت "لابد ان يكون ديمقراطيا من الالف إلى الياء. المطلوب الآن هو اجتماع موسع للمعارضة للخروج من الحلقة المفرغة من الاقتتال والانقسام".(رويترز)




شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق