هل انتهى الخيار الدبلوماسي لحل الأزمة السورية؟




دمشق - بعد مجزرة الحولة في سوريا، بدأ النظام السوري يستشعر نفاذ صبر الدبلوماسية الغربية خصوصا إثر خطوة طرد السفراء. وفيما يبدو أن الحل السلمي للأزمة السورية أصبح بعيد المنال، مازال النظام السوري يلعب على عامل الوقت.

لم يكن ليظهر الحس الدبلوماسي لكوفي عنان، المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، لو لم يقم بزيارة دمشق بعد مذبحة الحولة لإنقاذ خطة السلام التي اقترحها، إن كان لا يزال هناك ما يمكن إنقاذه.

مذبحة الحولة التي راح ضحيتها مائة وثمانية قتلى الجمعة الماضية، خلفت موجة غضب في العديد من دول العالم، والتي ردت بطرد السفراء السوريين لديها. الدول الغربية كانت السباقة في طرد السفراء كألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وكندا ودول أخرى. الأمر الذي يكشف نفاذ صبر الدبلوماسية الغربية تجاه النظام السوري.

وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الألماني "ليس فقط منذ ما جرى في الحولة تبين لنا أن سوريا لا مستقبل لها تحت قيادة الأسد". كما دعا وزير الخارجية الألماني إلى أن يتم تمهيد "الطريق للتغيير السلمي في سوريا".

"خطة السلام فشلت في تحقيق هدفها"

ويقول أحد أعضاء المجلس الوطني السوري إن فشل خطة السلام، التي اقترحها عنان، تأكد الآن. فالخطة التي كانت تهدف في الأساس لحماية الشعب السوري من العنف الممارس من قبل الدولة، فشلت في تحقيق ذلك.

 ويضيف ممثل المجلس الوطني، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن "المراقبين الأمميين لم يعودوا يراقبون أي وقف لإطلاق النار، وإنما يحصون عدد القتلى".

وأوضح أن السوريين سيكونون، بعد مذبحة الحولة، مضطرين للرهان على حل آخر. ويوضح ممثل المجلس الوطني أنه "ينبغي على الشعب السوري أن يدافع عن نفسه، وذلك لا يتأتى إلا بالعمل العسكري من خلال الجيش السوري الحر".

صعوبة التوصل إلى مخرج على الطريقة اليمنية


وعلى ضوء التصلب في المواقف في الوقت الراهن، تزداد صعوبة وجود مخرج للأزمة السورية على طريقة "الحل اليمني"، المطروحة من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكان الرئيس اليمني قد سلم جميع سلطاته لنائبه عبد ربه منصور هادي، الذي تم انتخابه فيما بعد رئيسا لليمن لمدة سنتين.

وكانت الدبلوماسية الغربية تأمل في أن تقبل روسيا، التي تعارض فكرة تغيير النظام بالقوة في سوريا لحد الآن، بمثل هذا الحل. ويرى ممثل المجلس الوطني السوري أن مثل هذا الحل، يبقى بعيد المنال في سوريا. ويقول "لن يسقط النظام في دمشق ولن تتوقف المجازر إلا إذا كان هناك تدخل دولي. وعندما يرى النظام طائرات حلف شمال الأطلسي تحلق في السماء، حينها فقط سيتنحى ويسلم السلطة".

اعتماد خيار العنف يغلق الباب أمام الحوار

ومن جانبه، يقول الوزير اللبناني السابق جورج قرم، والذي يبدو هو الآخر أقل تفاؤلا فيما يخص الوضع السوري، إن سوريا تشهد حربا أهلية منذ وقت طويل. ويرجع قرم عدم إيجاد حل للصراع إلى المحاولات الدولية للتأثير في المشهد السوري. ويقول قرم إن "الصراع قائم بسبب التدخل الأجنبي واسع النطاق ضد النظام السوري".

ويتابع قرم "يمكن فهم مسألة تغيير النظام وترك مكانه لقوى سياسية جديدة، لكن القوى الخارجية ومنها السعودية وقطر وتركيا أيضا ساهمت بتدخلها القوي في الملف السوري إلى استفزاز روسيا والصين لاتخاذ مواقف لا تقل حزما في الاتجاه المعاكس".

ولهذا السبب يتجاوز العنف في سوريا بعده الإقليمي البحت، حسب قول جورج قرم، الذي يوضح أن النظام السوري على استعداد للتفاوض مع المعارضة، "ولكن فقط مع المعارضة داخل سوريا، التي لم تخضع لتأثير الولايات المتحدة وفرنسا أو تركيا".

وفي الوقت الراهن يعتمد النظام السوري خيار العنف ما يدفع ببعض قوى المعارضة إلى رفض الحوار معه. فتواصل الوحشية يخلق المناخ للمواجهة المسلحة، كما يرى ممثل المجلس الوطني السوري، والذي يقول إن "الناس يتساءلون لماذا لا يساعدهم الغرب ما دام هو مصدر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان".(دويتشه فيلله)

شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق