دمشق - وصل
الموفد الدولي الخاص كوفي انان الى سوريا الاثنين غداة ادانة مجلس الامن النظام
السوري في مجزرة الحولة في محافظة حمص بوسط سوريا التي قتل فيها 108 اشخاص وجرح 300
آخرون.
واعتبرت
موسكو ان الطرفين (الحاكم والمعارض) ضالعان في مجزرة الحولة، وان انهاء العنف في
سوريا اكثر اهمية من مسالة من يتولى الحكم فيها، في موقف يتميز قليلا عن الموقف
الروسي السابق الداعم بلا حدود للنظام السوري.
وذكر
تلفزيون "الاخبارية" السورية قبل قليل ان المبعوث الدولي كوفي انان
المكلف بحل الازمة السورية وصل الى مطار دمشق.
وكان مصدر
رسمي افاد في وقت سابق ان انان سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد الثلاثاء. كما
سيلتقي خلال زيارته وزير الخارجية السوري وليد المعلم وعددا من مسؤولي المنظمات
الدولية.
وتأتي هذه
الزيارة بعد ادانة مجلس الامن الدولي الاحد مجزرة الحولة التي نفت السلطات السورية
اي مسؤولية فيها.
وقال مجلس
الامن ان الهجمات "تضمنت سلسلة غارات من الدبابات والمدفعية الحكومية ضد حي
سكني"، وان "هذا الاستخدام الفاضح للقوة ضد المدنيين ينتهك القوانين
الدولية والتزامات الحكومة السورية".
وطلب
المجلس من الحكومة السورية "الكف فورا عن استخدام الاسلحة الثقيلة" في
المدن السورية و"سحب قواتها واسلحتها الثقيلة فورا" واعادتها الى
الثكنات تطبيقا لخطة انان.
واكد ان "كل
اشكال العنف الممارسة من الاطراف كافة يجب ان تتوقف"، وان "المسؤولين عن
اعمال العنف يجب ان يعاقبوا".
وكان
المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي اعلن الاحد ان السلطات السورية
وضعت كوفي انان "في صورة ما جرى بالتفاصيل (في الحولة) وصورة التحقيق الرسمي
السوري الذي يجري حاليا".
وهي
الزيارة الثانية لانان الى دمشق منذ تعيينه موفدا للامم المتحدة وجامعة الدول
العربية الى سوريا قبل ثلاثة اشهر، ووضعه خطة لوقف العنف في البلاد تنص على وقف
لاطلاق النار اعلن في 12 نيسان/ابريل ولم يتم الالتزام به، وارسال بعثة مراقبين
الى البلاد، واطلاق المعتقلين وبدء حوار سياسي حول عملية انتقالية.
واعلن وزير
الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره البريطاني
وليام هيغ في موسكو الاثنين ان بلاده "لا تدعم الحكومة السورية، بل خطة كوفي
انان"، مضيفا ان على القوى الغربية "العمل على تطبيق خطة كوفي انان وليس
اسقاط النظام".
وقال
لافروف "نحن في وضع يبدو ان الطرفين شاركا فيه"، مشيرا الى وجود اثار
اطلاق نار عن مسافة قريبة على الجثث الى جانب الاصابات بالقصف المدفعي.
وكان رئيس
بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا الجنرال روبرت مود اوضح لاعضاء مجلس الامن ان
ضحايا مجزرة الحولة اصيبوا بـ"شظايا قذائف" او قتلوا "عن مسافة
قريبة".
ونفى
النظام السوري بشدة مسؤوليته عن المجزرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية "ننفي
بشكل قاطع مسؤولية القوات الحكومية عن هذه المجزرة (...) وندين باقصى العبارات
المجزرة الارهابية التي طالت ابناء سوريا بشكل اجرامي واضح المعالم".
وطالبت
الصين باجراء "تحقيق فوري" حول المجزرة و"البحث عن مرتكبيها".
كما نددت
ايران بمجزرة الحولة، مستبعدة في الوقت نفسه تورط نظام دمشق فيها.
في هذا
الوقت، تستمر اعمال العنف حاصدة مزيدا من الضحايا في نزاع تسبب خلال 14 شهرا بمقتل
اكثر من 13 الف شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
فقد قتل
ثلاثة ضباط في انفجار عبوة ناسفة في حلب (شمال) الاثنين، بحسب المرصد السوري،
واصيب 19 عسكريا بجروح اثر تفجير عبوة ناسفة بحافلة كانت تقلهم على طريق مطار حلب.
كما افاد
عن مقتل طفل يبلغ من العمر 14 عاما اثر اصابته برصاص قناص في حي الفارية في مدينة
حماة. وقتل مدني آخر ايضا في اطلاق رصاص في حي الخالدية في مدينة حمص.
ويأتي ذلك
غداة قصف واطلاق نار على حماة الاحد تسبب بمقتل 34 شخصا بينهم اكثر من سبعة اطفال
وخمس نساء.
واوضح مدير
المرصد رامي عبد الرحمن ان اشتباكات عنيفة وقعت الاحد بين القوات النظامية
ومجموعات منشقة، تكثف على اثرها القصف على احياء عدة في المدينة. وبين القتلى احصي
اربعة منشقين.
وقال ناشط
لم يذكر اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "نحن خائفون جدا الآن، لان
قوات النظام تحيط بالمناطق التي تحصل فيها اشتباكات، ونخشى حصول هجوم جديد".
واضاف "ان
حماه مدينة اشباح اليوم".
وذكر
المجلس الوطني السوري في بيان ليلا ان "القصف تسبب بموجة نزوح كبيرة"،
مشيرا الى ان اعداد الجرحى كبيرة جدا، وان "هناك نداء استغاثة للتبرع بالدم
ونقصا كبيرا في الخدمات الطبية الضرورية".
وحصدت
اعمال عنف اخرى في مناطق مختلفة من سوريا الاحد 53 قتيلا بينهم 23 عنصرا من القوات
النظامية.
في بيروت،
يستمر الغموض حول مصير اللبنانيين المخطوفين في سوريا. واكد مسؤول في المجلس
الوطني السوري الاحد ان المخطوفين "لا يزالون داخل سوريا ولم يتم تسليمهم"،
مضيفا ان "عملية التسليم متوقفة".
وقال
المسؤول رافضا الكشف عن هويته ان خبر الافراج عنهم منذ البداية ووصولهم الى تركيا "لم
يكن دقيقا"، مشيرا الى ان قصف الطيران السوري في اليوم الذي كان يفترض
تسليمهم على المنطقة الحدودية حال دون اتمام العملية.
وقال ايضا
ان تصريحات الامين العام لحزب الله حسن نصرالله التي ادلى بها الجمعة "كانت
مستفزة" وعرقلت العملية.
واعلن
نصرالله، حليف سوريا، الجمعة بعد الاعلان عن قرب وصول المخطوفين الى لبنان متوجها
الى الخاطفين "عملكم مدان. (...) واذا كان الغرض من الخطف هو الضغط على
موقفنا السياسي فهذا لن يقدم ولن يؤخر في موقفنا من احداث سوريا لان هذا الموقف
منطلق من قراءة دقيقة وهادئة وعاقلة وعميقة للتهديدات والمشاريع".
وفي حادث
امني جديد على الحدود اللبنانية السورية، قتل امس لبناني برصاص القوات السورية في
منطقة راشيا الحدودية في شرق لبنان.
وقال مصدر
امني ان الجيش السوري اطلق النار على مهربين في بلدة كفركوك في منطقة راشيا، ما
تسبب بمقتل احدهما، بينما اوقفت القوات السورية المهرب الآخر. ولم يحدد المصدر
ماذا كان الرجلان يهربان.(فرانس برس)
0 التعليقات :
إرسال تعليق