القاهرة - سعى
مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك احمد شفيق السبت،
الى توسيع قاعدة تأييدهما استعدادا للجولة الثانية من الانتخابات التي وصفها مركز
كارتر بانها مشجعة.
ولم تصدر النتائج الرسمية للجولة الاولى التي
جرت الاربعاء والخميس لكن النتائج شبه النهائية توقعت حلولهما في المرتبتين الاولى
والثانية، في حين سعى كل منهما على تاكيد دفاعهما عن الثورة امام راي عام شديد
الانقسام.
وعمل احمد
شفيق السبت على تصحيح صورته باعتباره من "فلول" النظام السابق في اول
مؤتمر صحافي له بعد الجولة الاولى بقوله "اتعهد الان ولكل المصريين، سنبدأ
عصرا جديدا لا عودة فيه للوراء. لا عودة لانتاج النظام السابق".
واشاد شفيق
بشباب الثورة وقال "لقد اختطفت منكم الثورة التي فجرتموها واتعهد بان اعيد
ثمارها الى اياديكم".
ويعتبر
الشباب الذين اطلقوا الثورة ضد حسني مبارك وقطاع كبير من المصريين، ان احمد شفيق
جزء من النظام السابق ويتهمونه بالتورط في ما يعرف بـ"موقعة الجمل" في
ميدان التحرير في الرابع من شباط/فبراير 2011 قبل ايام من سقوط مبارك.
وحصل احمد
شفيق على تاييد قسم كبير من الاقباط الذين يمثلون قرابة 10% من سكان مصر، وذلك
لخشيتهم من تولي الاسلاميين الحكم.
وخاض احمد
شفيق حملته تحت شعار اعادة الاستقرار والامن وايجاد حلول للوضع الاقتصادي المتردي،
بعد ان اضطر لمغادرة منصبه تحت ضغط الشارع في اذار/مارس 2011 بعيد تنحي مبارك.
وشن
الاخوان المسلمون الجمعة حملة شعواء ضد احمد شفيق، داعين المصريين الى الاتحاد خلف
مرشحهم محمد مرسي في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في 16 و17 حزيران/يونيو،
من اجل "انقاذ الثورة" التي يقولون ان فوز احمد شفيق سيقضي عليها.
واعتبرت
الجماعة مساء الجمعة ان النتائج الكاملة للجولة الاولى التي حصلت عليها تؤكد ان
الرجلين سيتواجهان في الجولة الثانية، موضحة ان مرسي حصل على 25,3 في المائة من
الاصوات وشفيق على 24 في المئة.
لكن اللجنة
العليا للانتخابات التي ستعلن النتائج الرسمية للجولة الاولى اعتبارا من الاحد لم
تؤكد ذلك.
وفي مؤتمر
صحافي عقده مساء الجمعة هاجم القيادي في الجماعة ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة
المنبثق عنها عصام العريان بشدة احمد شفيق مؤكدا ان انتخابه سيضع "الامة في
خطر".
وعلى الاثر
قال العريان ان "الثورة في خطر. نحن في حاجة الى بلد ديموقراطي. وشفيق ضد
الديموقراطية".
واوضح ان
مرسي دعا المرشحين الذين خرجوا من المنافسة في الجولة الاولى الى الاجتماع السبت
للاتفاق على "انقاذ الثورة" من عودة نظام مبارك الذي اسقط في شباط/فبراير
2011.
ومنذ مساء
الجمعة اكدت مواقع الانترنت والكثير من الصحف تصدر مرسي وشفيق الجولة الاولى التي
جرت الاربعاء والخميس الماضيين والتي حقق فيها المرشح الناصري حمدين صباحي
المفاجاة باحتلاله المركز الثالث مع 21,1 في المائة من الاصوات وفقا للنتائج شبه
النهائية لمراكز الفرز.
اما اكبر
الخاسرين فهما وزير الخارجية الاسبق والامين العام السابق للجامعة العربية عمرو
موسى والاسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح الذي سرعان ما اكد رغبته في قطع
الطريق على شفيق.
وكانت
استطلاعات الراي اعتبرت طويلا موسى وابو الفتوح الاوفر حظا للفوز في هذه
الانتخابات وبانهما سيكونان بطلي جولة الاعادة.
وقال
الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الذي شارك في مراقبة انتخابات الرئاسة المصرية
على راس وفد من مركز كارتر، السبت ان عملية الاقتراع كانت "مشجعة" رغم
فرض "قيود" غير مسبوقة على المراقبين.
واكد كارتر
في مؤتمر صحافي في القاهرة ان بعثته لم يسمح لها مثلا بمراقبة اعمال الفرز في
المراكز الاقليمية، الامر الذي "شكل مساسا بالشفافية العامة للعملية" الانتخابية.
ولكنه قال "بشكل
عام لم تكن هناك اي اشارة تثبت محاباة مرشح بالتحديد".
في هذه
الاثناء، يعتزم المرشح الناصري القومي حمدين صباحي، كما قال محاميه محمود قنديل،
ان "يرفع شكوى الى اللجنة الانتخابية لحصول تجاوزات" قد تكون اثرت على
نتائج الجولة الاولى بالنسبة له.
ويفيد
المحللون ان مرسي "المرشح الاحتياطي" للجماعة التي دفعت به بعد استبعاد
مرشحها الاصلي خيرت الشاطر نائب مرشدها العام، تقدم بفضل "الماكينة" الانتخابية
الهائلة للجماعة وقاعدتها الواسعة من الناشطين.
وكانت هذه
الماكينة والقاعدة الناشطة للجماعة قد ساعدتا بالفعل الاخوان، الذين كانوا محظورين
رسميا لاكثر من 50 سنة في مصر، في تصدر الانتخابات التشريعية ليصبحوا بذلك اكبر
قوة في برلمان ما بعد الثورة.
لكن
المواجهة بين شفيق ومرسي في الجولة الثانية يمكن ان تحدث انقساما خطيرا في البلاد.
اذ ان
انصار الحركات والقوى الثورية تتهم شفيق، القائد الاسبق للقوات الجوية، بانه من "الفلول"
وتعتبر ان فوزه سيجهز نهائيا على الثورة وعلى افكارهم. كما ان الكثير من المصريين
يرون ان شفيق هو مرشح النظام السابق والجيش الذي يحكم البلاد منذ تنحية مبارك في
شباط/فبراير 2011.
من جهة
اخرى يرى معارضو مرسي ان ولاءه سيكون للجماعة وللمرشد وليس لمصلحة البلد.
لكن علي
احمد الذي صوت لابو الفتوح والذي اكد انه سينتخب مرسي في الجولة الثانية يرى ان "المهم
هو ان تكون الانتخابات نزيهة".
وقدر رئيس
اللجنة الانتخابية المستشار فاروق سلطان مساء الخميس نسبة المشاركة في هذه
الانتخابات التعددية الحقيقية الاولى في تاريخ مصر بـ50 في المائة موضحا ان
الاقتراع جرى عامة في "هدوء ونظام".
ومن شان
هذه الانتخابات الاولى منذ سقوط مبارك ان تضع حدا لمرحلة الانتقال السياسي التي
تخللتها تظاهرات واعمال عنف دامية.
فقد تعهد
المجلس العسكري، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب ادارته المرتبكة للمرحلة
الانتقالية، بتسليم السلطة الى رئيس منتخب قبل نهاية حزيران/يونيو.
الا ان
العديد من المحللين يرون ان الجيش، الركيزة الاساسية للنظام منذ سقوط الملكية عام 1952
الذي يملك قوة اقتصادية ضخمة، سيبقى له دور قوي في الحياة السياسية.
من جهة
اخرى تبقى صلاحيات الرئيس الجديد غير واضحة المعالم في ظل غياب دستور جديد للبلاد
يحدد طبيعة النظام السياسي مع تعليق العمل بدستور 1971 الذي كان ساريا في عهد
مبارك وعدم وضع دستور جديد.
فقد اثار تشكيل الجمعية التأسيسية المكلفة وضع
الدستور الجديد ازمة سياسة كبيرة بسبب هيمنة حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي
عليها. وقضت محكمة القضاء الاداري الشهر الماضي ببطلان تشكيل هذه الجمعية في قرار
اعتبر انتكاسة سياسية للتيار الاسلامي وانتصارا لليبراليين واليسار.(فرانس برس)
0 التعليقات :
إرسال تعليق