طهران - قال شهود إن شرطة مكافحة الشغب الإيرانية
اشتبكت الأربعاء مع متظاهرين وتجار عملة في العاصمة طهران بسبب انهيار الريال الذي
فقد ثلث قيمته مقابل الدولار خلال أسبوع.
وأضافوا أن
شرطة مكافحة الشغب أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وتداول
نشطاء صورا على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عن التظاهرات، متوقعين
تصاعدها رغم حملة القمع التي تقودها قوات الأمن الايرانية.
ونزلت قوات
الشرطة الى وسط طهران لتوقيف صرافين غير مرخص لهم فيما سجلت العملة الايرانية في
الايام الاخيرة هبوطا تاريخيا نجم عن العقوبات الاقتصادية كما قال شهود عيان
الاربعاء لوكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر مغرد
على صفحة "تويتر" ان التظاهرات انطلقت من شارع "منوتشهري" منتصف
نهار الأربعاء وارفق صورة التقطت بجهاز الموبايل لجانب من المسيرات.
وقال مغرد
آخر ان المسيرات في طهران رفت لافتات تقول "دعوا سوريا وشأنها...والتفتوا
إلينا" "سوریه رو رها کن، فکری به حال ما کن".
وبث أول
فيديو قادم من إيران عن مظاهرات الأربعاء يظهر الحشود المشتبكة مع القوات الحكومية
وذكر مغرد على "تويتير" أن مكان التظاهرة في تقاطع شارع "اسطنبول"
في قلب العاصمة طهران.
واقتحم
مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب حي الفردوسي الذي تنتشر فيه محلات الصرافة، واعتقلوا
عددا من الصرافين غير القانونيين وامروا بإغلاق مكاتب الصرافة المرخصة وغيرها من
المتاجر، بحسب ما افاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية.
وشوهد رجال
شرطة يرتدون الزي الرسمي والملابس المدنية وهم يقومون باعتقال العديدين.
وارتفعت
اعمدة الدخان من موقعين في المنطقة. وبدا ان الدخان يتصاعد من حاويتي قمامة كانت
احداهما بجانب السفارة البريطانية التي اخليت العام الماضي بعد ان اقتحمها
متظاهرون مؤيدون للحكومة.
ولم يكن
بالامكان تحديد المصدر الثاني للدخان، حيث قامت الشرطة بابعاد المشاة والسيارات عن
المنطقة.
وبحسب شهود
عيان فقد القى بعض المحتجين الحجارة على رجال وسيارات الشرطة ثم فروا من المكان.
واندلع
احتجاج في البازار الكبير التاريخي في طهران والذي يضم عددا من المتاجر المهمة
للمدينة، الا ان الشرطة سارعت الى اخماده.
وتمارس
السلطات الإيرانية أقصى درجات الرقابة على وسائل الإعلام والمراسلين الأجانب،
الأمر الذي يحول دون الحصول على الخبر من مصادر اعلامية معروفة.
وتلجأ أغلب
وكالات الإنباء إلى مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الشخصية على الانترنيت
لانتقاء معلوماتها بعد عملية تشذيب وتصفية.
وتذكر
تظاهرة الاربعاء بالثورة الخضراء التي اندلعت في المدن الإيرانية في حزيران (يوليو)
من عام 2010 بعد الشكوك التي رافقت انتخاب الرئيس الحالي أحمدي نجاد وقمعتها
السلطات الايرانية.
واعلن قائد
الشرطة تشكيل مجموعة لمنع انهيار العملة لمحاربة "الذين يتسببون في بلبلة
السوق".
وقال قائد
الشرطة الجنرال اسماعيل احمدي مقدم كما نقلت عنه وكالة الانباء فارس "ان
مجموعة من الاقتصاديين الحكوميين وقادة الشرطة أنشئت لمحاربة اولئك الذين يتسببون
ببلبلة سوق العملات".
واضاف "بحسب
تقييم البنك المركزي فان الناس يحتفظون بكمية كبيرة من العملات الصعبة والذهب في
منازلهم، ما ينعكس سلبا على الاقتصاد".
وقال "للاسف
يعتقد قسم من الناس ان رأسمالهم سينهار (بسبب تدهور العملة الوطنية) ويتهافتون على
اسواق العملات الصعبة والذهب، ما يزيد من الطلب والاسعار"، طالبا من الناس
عدم القيام بذلك.
وقال صراف
رسمي في حي فردوسي بوسط طهران "أغلقنا أبوابنا بسبب حملة الشرطة التي جاءت
لتوقف الصرافين غير المرخص لهم".
وقد استقر
الريال عند منتصف نهار الاربعاء حول سعر 34 الف ريال للدولار، مقابل 36 الفا بعد
ظهر الثلاثاء و22 الفا قبل ثمانية ايام. لكن لم تجر عمليا اي عمليات صرف.
وقال شاهد
ان سوق طهران الكبير اغلق بسبب القلق المحيط بالعملة.
واضاف
الشاهد ان "المتاجر مغلقة لكن التجار امام محالهم. هناك عناصر من الشرطة
متواجدون لكن ليس قوات من شرطة مكافحة الشغب".
وقال احد
التجار "لقد أغلقنا محالنا لاننا لا نعلم ما سيحصل" مع الدولار.
وتواجه
ايران عقوبات فرضتها الامم المتحدة بسبب برنامجها النووي عززت بعقوبات نفطية
ومصرفية فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لحرمان ايران من عائداتها
النفطية بهدف ثنيها عن متابعة برنامجها النووي.
والثلاثاء
اعلن الرئيس الايراني محمود احمد نجاد ان تدهور العملة ليس ناجما عن الوضع
الاقتصادي لان البلاد تملك ما يكفي من العملات الصعبة.
وقال احمدي
نجاد "انهم يضغطون علينا، ويصوروننا وكاننا نحن المغامرون". واكد ان "العدو
يعتقد انه قادر على كسر مقاومة الشعب الايراني لكنه يخطئ" في ذلك.
واوضح "هناك
حرب نفسية (...) وعلى الكل مساعدة الحكومة. العقوبات تستهدف الشعب. وهم (الغربيون)
يكذبون عندما يقولون ان العقوبات ضغوط على الحكومة".(وكالات)
0 التعليقات :
إرسال تعليق