من قتل وسام الحسن؟



بيروت - قتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن في تفجير ضخم استهدفه الجمعة وادى الى مقتل شخصين آخرين على الاقل، وخلف دمارا كبيرا في حي سكني في منطقة الأشرفية في شرق بيروت.

ويثير هذا التفجير مخاوف من عودة موجة الاغتيالات التي شهدها لبنان بين العامين 2005 و2008 واستهدفت شخصيات مناهضة للنظام السوري.

واوقع الانفجار ايضا نحو مئة جريح كما اعلن وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل.

والتفجير استهدف الحسن الذي يعد من كبار الضباط السنة ومقربا من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري احد ابرز قادة المعارضة اللبنانية المناهضة لسوريا.

ويقول مراقبون إن اغتيال وسام الحسن لم يكن ضربة للبنان فقط وإنما لكل الأجهزة العربية والغربية التي تضررت بقوة من مقتله.

وكان وسام الحسن هو من كشف الشبكات الإسرائيلية والشبكات الإيرانية.

وكان لفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي الدور الابرز مؤخرا في كشف مخطط تفجير في لبنان اتهم به النظام السوري والوزير اللبناني الاسبق الموقوف ميشال سماحة.

وكما كان سماحة على علاقة وثيقة بكل الأجهزة الامنية العربية، وخصوصا منها في دول الخليج.

والحسن كان مرشحا لتولي قيادة قوى الامن الداخلي بعد تقاعد مديرها الحالي اللواء اشرف ريفي.

وادى الفرع دورا اساسيا في التحقيق في سلسلة الجرائم التي استهدفت شخصيات سياسية لبنانية معارضة لسوريا بين العامين 2005 و2008، ابرزهم رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 200.

وسبق لضباط كبار في الفرع ان استهدفوا بتفجيرات، آخرهم الرائد وسام عيد الذي اغتيل في كانون الثاني/يناير 2008 ويعزى اليه الفضل في التقنية التي كشفت شبكة من الارقام الهاتفية التي يعتقد ان حامليها مسؤولون عن تنفيذ اغتيال الحريري.

والانفجار القوي الذي وقع الجمعة هو الاول من نوعه في ضواحي بيروت منذ العام 2008، ويثير مخاوف من احتمال توسع رقعة النزاع السوري الى لبنان.

وسارعت سوريا التي تشهد انتفاضة منذ 19 شهرا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد الى ادانة هذا الاعتداء معتبرة انه عمل "ارهابي جبان"، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

وقالت الوكالة ان "وزير الاعلام عمران الزعبي دان العمل الارهابي الجبان الذي تعرضت له ساحة ساسين بالاشرفية في بيروت".

ونقلت الوكالة عن الزعبي قوله "ان هذه التفجيرات الارهابية مدانة اينما حدثت وليس هناك ما يبررها".

والانفجار وقع في احد احياء الاشرفية شرق بيروت.

وقال رولان (19 عاما) "لقد سمعنا انفجارا قويا، وشعرنا بان الارض تهتز تحت اقدامنا" فيما انتاب الذعر المارة وسط هياكل السيارات المحترقة والحطام.

وقرب ساحة ساسين كان بعض الاهالي يحاولون معرفة انباء عن اولادهم.

وبالنسبة لكثيرين من الناجين فان هذا الهجوم يعيد الى الاذهان ذكرى الحرب الاهلية الاليمة في لبنان.

وقال طبيب في مستشفى اوتيل ديو المجاور "اعادني ذلك 30 سنة الى الوراء الى فترة السيارات المفخخة".

واجمعت الطبقة السياسية اللبنانية المنقسمة بين مؤيد ومعارض للنظام السوري على ادانة الاعتداء بالاجماع.

واتهم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الرئيس السوري بشار الاسد بقتل الحسن.

وقال سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي المعارض، ان الحسن كان حذرا في تنقلاته التي ترافقها "اجراءات امنية مشددة"، مشيرا الى ان كان سبق ان ارسل زوجته وولديه للاقامة في باريس "لعلمه بانه كان مستهدفا".

واعتبر جعجع ان الحسن استهدف "لأنه اوقف ميشال سماحة"، المتهم مع مدير مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك من القضاء اللبناني، بالتخطيط لتفجيرات في لبنان.

وليلا شهدت مناطق في بيروت وطرابلس (شمال) ذات الغالبية السنية، قطع طرق واحراق اطارات مشتعلة احتجاجا على اغتيال الحسن، بحسب مصور فرانس برس.

وفي ردود الفعل الدولية، دانت الولايات المتحدة "الاعتداء الارهابي غير المبرر" في لبنان فيما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى حماية لبنان من محاولات "زعزعة الاستقرار".

وندد الفاتيكان بشدة بالانفجار الذي ادى الى مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن.

وقال الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديركو لومباردي في بيان ان "الاعتداء الذي وقع في بيروت يستحق اشد ادانة لانه عنف دموي عبثي". واضاف ان هذا الاعتداء "يتعارض مع الجهود والالتزامات بالحفاظ على تعايش سلمي في لبنان".

ويعود اخر اعتداء في بيروت الى كانون الثاني/يناير 2008 حين اغتيل الرائد وسام عيد الضابط في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في سيارة مفخخة.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عبر عن "قلقه الشديد ازاء عواقب الازمة السورية على لبنان" في تقرير الى مجلس الامن نشر الخميس واشار فيه الى تفاقم التوتر على الحدود واستمرار "تهريب الاسلحة في الاتجاهين".(مصادر متعددة)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق