جلال الدين الرومي ممنوع من دخول الكويت وعنترة مدعو لـ"هلا فبراير"!


لندن ـ بينما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بمواقف ساخرة ومتندرة على نائب كويتي طالب بمنع دخول فيلسوف مات منذ قرون الى الكويت، استغرب محمد الجبري تحريف تصريحاته واكد انه طالب الحكومة فقط بمنع اقامة ندوة فكرية حول جلال الدين الرومي لمعارضتها العقيدة الاسلامية.

وطالب النائب الكويتي محمد الجبري بمنع إلقاء أمسية عن الفيلسوف والمتصوف جلال الدين الرومي المتوفى منذ 740 سنة.


وفي الوقت الذي تم إيقاف الأمسية قال النائب محمد الجبري في توضيح له، أنه أبدى استغرابه من "ترويج بعض المواقع الأخبارية مطالبات لم يتبناها اطلاقا ولم يطالب بها نهائيا مثل الإدعاء بأنه طالب الحكومة بمنع جلال الدين الرومي من دخول البلاد وهذا عارا من الصحة لانه يعرف انه مات منذ قرون".

وقال النائب الكويتي "طالبت فقط بإلغاء الأمسية التي تروج لافكاره التي تضرب صميم العقيدة الإسلامية وهذا من واجبي".

واضاف الجبري "نشكر نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدخلية ووزير الإعلام على وقفهم للأمسية الدخيلة على مجتمعنا عن جلال الدين الرومي، وسنستمر بمشيئة الله في محاربة الأفكار الدخيلة على مجتمعنا الكويتي والمخالفة لديننا وتقاليدنا وأعرافنا الكويتية"، وفق موقع "ميدل إيست أونلاين" البريطاني.

وجلال الدين الرومي هو شاعر وفقيه وصوفي فارسي مسلم، ولد في بلاد فارس وآسيا الوسطى ثم انتقل إلى الأناضول حيث عاش بقية حياته في قونية في عهد دولة السلاجقة الأتراك، تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية والتي كتبت بلغته الأم الفارسية تأثيرا واسعا في العالم الإسلامي وخاصة على الثقافة الفارسية والأردية والبنغالية والتركية.

وفي العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقت صدا واسعا جدا بحيث وصفته البي بي سي سنة 2007 بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.

وكان الجبري خلال المؤتمر الصحفي بمجلس الأمة اعترض على ندوة مقررة لها أن تعقد في الكويت بتاريخ 26 كانون الثاني/يناير الجاري تتحدث عن جلال الدين الرومي مخصصة للنساء.

وأردف الجبري "أعلنوا أنها أمسية مخصصة للنساء فقط، وهو يعطي طقوسا معينة عن مذاهب لانعرفها، تخالف ديننا وعاداتنا وتقاليدنا.. نرفض دخول أفكار منحرفة، ونطالب بالانتباه لهذه الأمسيات السيئة".

وقال النائب الكويتي "لقد تحدثت مع وزير الاعلام بضرورة منع هذه المهرجانات التي تعلم على الرقص وقلة الحياء، كما كلمت وزير الأوقاف بهذا الخصوص، وطالبت وزير الداخلية بمنع المهرجانات التي تخالف ديننا وتعاليمه".

وأشار إلى أن الدعوة التي وزعت للندوة المقررة والتي أشارت الى جلال الدين الرومي ووصفته بـ"مولانا" حيث قال الجبري "إن الله مولانا، وليس جلال الدين الرومي".

وأثارت دعوة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة قياسية ومنسوبة للنائب محمد الجبري تطالب منع جلال الدين الرومي المتوفي قبل نحو 740 عام من دخول البلاد السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسرعان ما انتشرت مداخلة النائب الكويتي على الإنترنت عبر مقطع فيديو (3 دقائق) تفاعل معه المدوّنون الكويتيون بسخرية لاذعة.

حتى إنّهم كانوا ينوون تعميم صورة جلال الدين الرومي في المنافذ والمطارات لمنعه من دخول البلاد، مطالبين بالسماح بإقامة أمسيات شعرية لعنترة والمتنبي وأبو نواس في مهرجان "هلا فبراير" الكويتي.

الخبر أشعل محرك البحث "غوغل" في الكويت، وراح الجميع يبحث عن سيرة الرومي، مطالبين له بـ"الحرية".

واججت مداخلة الجبري ساحة النقاش على موقع التواصل الاجتماعي تويتر حيث شن العديد من النشطاء هجوما على الجبري متهمين إياه بعدم معرفته بشخصيات كان لها اثر كبير في التاريخ الإسلامي.

وطالبوا بضرورة تمتع النائب بالبرلمان الكويتي على قدر كبير من الثقافة والمعرفة.

وعلّق عليها ناشطون على حسابات ساخرة أنشئت على تويتر. وغرّد أحدهم: "تم تحويل جلال الدين الرومي إلى مكتب أمن الدولة في مطار الكويت، ولم يسمح له بالدخول بعد تهديد وتصعيد النائب محمد الجبري".

كما تسبب تصريح النائب في ضجة كبيرة في البرلمان الكويتي.

وطالب نواب بمساءلة وزير الإعلام الكويتي، كما طالب نواب تيار التحالف بعدم الانصياع لرأي النائب لأنه يعد مخالفاً للدستور.

وكان أمين عام تيار التحالف الوطني عادل الفوزان قال إن دعوة النائب لإيقاف تلك الأمسية مخالفة لحرية الرأي.

وأشار الفوزان إلى أن الإيقاف هنا ليس تقييداً لحرية المتكلم فقط وإنما المستمع أيضاً، مضيفاً:"مستعدون لاستضافة أدباء وسياسيين وكُتاب لعمل أمسية توضح ما لجلال الدين الرومي وما عليه، فهو اجتهد ورحل ومن حقك أن تنتقده أو لا تستمع لندوة عنه، أما أن تمنع أحداً من أن يناقش أعماله فهذا لا يجوز".


وكانت مجلة العربي التي تصدرها وزارة الإعلام في الكويت، نشرت ملفا عن جلال الدين الرومي في ذكرى مرور 800 عام على مولده.(ألوان نيوز)
شارك على جوجل بلس

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق