الأمم المتحدة - قالت مصادر دبلوماسية إن
مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الصراع السوري الأخضر الإبراهيمي يحاول
إقناع الحكومة السورية والمعارضة بقبول هدنة والسماح بنشر مراقبين تابعين للأمم
المتحدة في البلاد لمراقبة الالتزام بها.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة الثلاثاء ان الإبراهيمي يتنقل في بعض
عواصم الشرق الأوسط محاولا إقناع القوى الإقليمية المهمة بالخطة التي تماثل خطة
حاول المبعوث السابق كوفي أنان تنفيذها وانتهى أمرها بالفشل.
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة على مقترحات الابراهيمي وطلبت ألا تنشر
أسماؤها ان حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة لم يبد أي منهما أدنى اهتمام
بوقف الصراع الذي مضى عليه 19 شهرا وقتل فيه ما يقدر بنحو 30 الف شخص.
ولم تبد أي علامة على تحمس السعودية أو قطر اللتين تتهمهما الحكومة السورية
هما وتركيا بتسليح مقاتلي المعارضة وتمويلهم لأفكار الابراهيمي بشأن سبل وضع حد
للحرب الأهلية.
وقال دبلوماسي غربي لوكالة "رويترز" البريطانية "ما دام
مجلس الامن يقف في طريق مسدود بسبب حماية روسيا والصين للأسد فمن الصعب تصور ان
يتوقف الأسد ما لم يهزم مقاتلو المعارضة جيشه وهو أمر لن يحدث في أي وقت قريبا".
واعترضت روسيا والصين ثلاث مرات باستخدام حق النقض (الفيتو) على قرارات
لمجلس الأمن تدين حكومة الأسد وتدعو لوضع حد للصراع. ورفضتا أيضا فكرة فرض عقوبات
على دمشق.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم الإبراهيمي إن الدبلوماسي الجزائري المخضرم لا
يتسرع في المضي قدما بأي اقتراحات في اعقاب فشل خطة أنان.
واضاف المتحدث قوله "هو يؤمن بقوة بعدم التسرع في عرض خطة قد تفشل
ثانية." وقال ان الإبراهيمي سيطرح على مائدة البحث خطة "في أقرب وقت
ممكن ولكن حينما يشعر أنها ممكنة."
ودعا الابراهيمي الزعماء الإيرانيين خلال زيارة لطهران الاحد الى المساعدة
في ترتيب وقف لإطلاق النار في سوريا في عيد الأضحى الذي يبدأ يوم 25 من اكتوبر/ تشرين
الاول.
وزار الابراهيمي كذلك السعودية وتركيا والعراق لمقابلة المسؤولين وحشد
دعمهم لجهود وقف الصراع.
وقال دبلوماسي غربي "الفكرة هي ان وقف اطلاق النار قد يفتح الباب لشيء
أكثر دواما. لكن مدى واقعية هذه الفكرة ليست من الأمور الواضحة فقد طرق أنان هذا
السبيل نفسه وفشل".
وقال الدبلوماسيون ان ادارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ابلغت
الأبراهيمي بأن بمقدورها نظريا اذا تم التوصل الى هدنة أكثر دواما ان تشكل قوة تضم
قرابة ثلاثة آلاف مراقب يفصلون بين الجانبين المتحاربين لضمان عدم استئناف القتال.
واضاف الدبلوماسي الغربي قوله "الإبراهيمي يقول للأطراف الأساسية
المعنية بالصراع ان هذه الخطة ممكنة نظريا".
وأكد هذه التصريحات مصدر دبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة.
وتابع الدبلوماسي بقوله "خطط الطوارئ نظرية صرف ولم تتعهد اي دولة
غربية بالمشاركة فيها بقوات".
ويتطلب إرسال اي مراقبين للأمم المتحدة إلى سوريا اصدار تفويض من مجلس
الأمن الدولي.
وقال فوزي ان الغرض الرئيسي لجولة الإلابراهيمي في المنطقة هو "اقناع
من لهم نفوذ على ممارسته بشكل فعال على الأطراف والتعرف على الطبيعة المتشابكة
والمعقدة لهذا الصراع."
واضاف قوله ان الجولة تهدف أيضا إلى "الوقوف على رأي تلك الحكومات في
الأفكار الكثيرة التي تدور في ذهنه".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون قال الأسبوع الماضي انه حث
حكومة الأسد على تنفيذ وقف لاطلاق النار من جانب واحد لكنه اضاف ان الحكومة ردت
بفتور على الفكرة.
وقال دبلوماسيون غربيون ان بان يحث الابراهيمي على المضي قدما بخطته الخاصة
بوقف اطلاق النار من جانب واحد.
وبموجب خطة أنان المقترحة بدأ زهاء 300 مراقب وقرابة 100 خبير مدني ينتشرون
في سوريا في ابريل/نيسان لمراقبة وقف اطلاق النار الذي لم يتحقق قط. ومع اشتداد
الصراع لم يمدد مجلس الامن تفويض القوة غير المسلحة فانسحبت في اغسطس /اب.(ألوان
نيوز)
0 التعليقات :
إرسال تعليق