واشنطن - اكتشف علماء نفس أميركيون أن الطفل الرضيع يستطيع التمييز بين المواضيع الإيجابية والسلبية (الخطأ والصواب، التعصب والتسامح، العدالة والظلم )، حيث يفضل التعامل مع الأشخاص الجيدين ويصد نظراءهم الذي يمارسون سلوكا سلبيا أمامه أو يميل إلى "معاقبتهم" بأسلوب بدائي.
وتوصل الباحثون لهذه النتائح الجديدة بعدما درسوا
السلوك الأخلاقي للأطفال الرُّضَّعِ بعمر 3 أشهر فما فوق.
ويعتقد العلماء إن التعلق بالأشياء الإيجابية هو
سلوك فطري وليس مكتسبا وخاصة لدى الأطفال الرضع الذين لم يتعلموا بعد أية قيم أخلاقية
من والديهم.
وربما يفند الاكتشاف الجديد ما ذهب إليه سيغموند
فرويد (أشهر علماء النفس في التاريخ) الذي يؤكد أن الإنسان كائن عدواني وشرس بطبعه،
ولديه حب التملك والسيطرة وتدمير الآخر.
ويلجأ الرضيع
بعمر 3 أشهر الى إطالة النظر للأشياء او المواقف التي يفضلها، فيما يلجأ نظيره ذو
الـ5 أشهر إلى محاولة الإمساك بها، كونه يستطيع حينها استخدام يديه.
ويرى العلماء أن بذور ادراك العدالة والصواب والخطأ
مزروعة موجودة بالفطرة لدى جميع البشر، وتؤكد بعض الدراسات أن الأطفال قبل سن المدرسة
(حوالي 5 سنوات) يُظهِرون الأنانية بوضوح، و يريدون نصيباً أكبر من الآخرين في كل شيء
ولا يميلون للعدالة، حسب موقع "ميدل إيست أونلاين" البريطاني.
لكنهم يؤكدون حدوث تبدل نوعي ومفاجىء في سلوك
الأطفال في عمر 9 و10 سنوات، حيث يبدأ الأطفال بممارسة العدالة و التضحية (إيثار الغير
على النفس)، ويردون ذلك إلى عنصر التعليم من الوالدين والمدرسة والمجتمع.
لكن تلك السلوكيات الغريزية التي يمارسها الأطفال
الرُّضَّعِ و الصغار قبل سن المدرسة لا تنمحي بالتعلُّم وإنما تخضع للترويض والتكييف
الاجتماعي للانسجام مع المجتمع ولمنع التصادم
مع مصالح وسلوك الآخرين.
و في الواقع عندما نكون تحت ضغوط قوية ومصاعب كثيرة
فإننا قد نعاني من النكوص، أي نعود إلى سلوكنا الأناني الطفولي وننسى كل ما اكتسبناه
في حياتنا من أخلاقيات فاضلة.
من ناحية أخرى فإن تلك الظروف الصعبة ذاتها التي
نمر بها في الكبر قد تدفعنا إلى أعمال البطولة والإحسان والخير والتضحية والإيثار والعدالة،
و يبدو أن تلك السلوكيات الإنسانية المتناقضة عند البلوغ لديها جذور في فطرتنا الطبيعية
في الطفولة وهي جزء من تكويننا الحياتي.(ألوان
نيوز)
0 التعليقات :
إرسال تعليق